تم بالعاصمة النرويجية أوسلو عرض فيلم “صوفيا”، أو حكمة أم مغربية شابة، للمخرجة مريم بنمبارك، خلال افتتاح مهرجان أيام السينما العربية 2019.
“كل علاقة جنسية بين رجل وامرأة لا تربط بينهما علاقة الزوجية تكون جريمة الفساد ويعاقب عليها بالحبس من شهر واحد إلى سنة”، هكذا ينطلق الفيلم ببث المادة 490 من القانون الجنائي المغربي على شاشة السينما مما يضع المشاهد على الفور في سياق القصة.
يحكي الفيلم، خلال ساعة و20 دقيقة، قصة إنكار حمل ثم ولادة طفل خارج إطار الزوجية، وهو ما يدفع بصوفيا في معترك من انعدام الأمن والخروج عن القانون. وصار أمام الشابة البيضاوية، 20 سنة، والتي وجدت سندا في قريبة متحررة، مهلة 24 ساعة للعثور على والد الطفل، وإلا فإن المستشفى سيقوم بإخبار السلطات.انطلاقا من هذا الوضع اليائس، تلامس السيناريست المغربية موضوعا ساخنا مع ما يحمل في طياته من كليشيهات. فإذا كان الفيلم يدور في البداية حول مشكلة الأمهات العازبات، فإنه يرصد على الخصوص انكسارات في المجتمع بما يعانيه من أوجه القهر خصوصا في مدينة الدار البيضاء. في قاعة ممتلئة الأركان، تم عرض هذا العمل الذي تمكن بشكل واضح من أسر حشد من رواد السينما لم يخفوا ثناؤهم عليهم.
حماد عاشور، رئيس جمعية “موزاييك” بأوسلو، اعتبر في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن “صوفيا” تبرز الكفاءات المغربية الكبيرة من حيث جودة الأداء وتفسير الأدوار، مضيفا أن المهرجان فرصة لاكتشاف عن قرب للسينما المغربية والعربية بشكل عام.
وردا على سؤال حول قيمة هذا العمل السينمائي، أكد أن “صوفيا” تعالج العديد من القضايا الاجتماعية الكونية، وبالخصوص الحدود بين الطبقات الاجتماعية، وحظر ممارسة الجنس خارج نطاق الزواج، وقضية الشرف، والمال كمحدد لحرية الفرد أو قيود الرجال في مجتمع غير متكافئ، مما يفتح آفاقا نادرا ما تختبرها السينما.
وشخصية صوفيا، التي لعبت دورها مها علمي التي اكتشفها الجمهور في فيلم “الزين اللي فيك” للمخرج نبيل عيوش، هي ما يمنح الفيلم طابعه الأصلي والمتفرد. فرغم تجذرها في التقاليد، فإن صوفيا ترفض دور الضحية وعرفت كيف تفاجئ المشاهد، حيث ستثبت قوتها ونضجها لتصبح أما. بجانبها، قريبتها المتحررة، والمنحدرة من وسط مميز، لينا، التي لعبت دورها سارة بيرليس والتي سبق أن شاركت في فيلم “بورن آوت” لنور الدين لخماري. تدرس لينا الطب وقامت بدعم صوفيا طوال الفيلم.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...