أعلن أحمد المرزوقي، أحد أشهر سجناء سجن تازمامارت، اليوم الأحد، عن إصابته بفيروس كورونا المستجد، وذلك عبر تدوينة، نشرها عبر حسابه الخاص، على موقع التواصل الاجتماعي، “فايسبوك”.
وأصيب المرزوقي وعائلته الصغيرة، بكوفيد -19، وهم بصدد السفر، إلى قرية “بوعجول”، إلا أن الفيروس التاجي فاجأهم، إذ كان هو السباق للسفر إلى أجسادهم.
وكتب المرزوقي، في تدوينته، “باسم الله الرحمان الرحيم، هنالك مفاجآت مفرحة ومقرحة يتعرض لها الإنسان، بين حين وحين، ويتركها تمر كسحابة عابرة، دون أن يغوص في أعماقها، ليتبين مغزاها وحكمتها والأسرار الكامنة وراءها”.
وأضاف المرزوقي، “أخذت أنا وزوجتي وأولادي، في إطار مفاجأة قبيحة، على حين غرة، ونحن نحزم حقائبنا، متوجهين إلى قريتنا الجميلة الهادئة، “بوعجول”، لقضاء عطلة طويلة في الهواء الطلق، والمناظر الساحرة، ذلك أن كوفيد اللعين، كان له رأي غدار آخر، إذ ارتأى بعنجهيته، التي لم يسلم منها حتى فرعون أمريكا المدحور،(المتغطرس ذو الوجه والشعر الزعفراني البغيض)، إلا أن يحل ضيفا غير مرغوب فيه، على جهازنا التنفسي…”.
وتابع المرزوقي، “وهنا، أحسسنا بالخطر الداهم، خصوصا عبد ربه، الذي لم يعد له عشرون سنة، منذ أكثر من نصف قرن، إضافة إلى سجله المشرق، في زنازين جنان فردوس تزممارت، التي تربعت على عرش مملكة جميع الفيروسات، المتوجة منها والموشحة والعابرة للقارات…”.
واسترسل القول، “لقد كانت المعركة، شرسة وحامية الوطيس، سيما بعد أن قضيت ليلتين رهيبتين، في المستشفى، عاينت فيهما الخصاص المفرط، الذي يعاني منه جنود الخفاء، المتعايشون لحظة بلحظة مع الموت المحقق، أولائك المحاربون الأشاوس، الذين يودعون أطفالهم، في الصباح ولا يدرون، هل سيرونهم بالمساء؟ نحن مدينون كثيرا كثيرا لهؤلاء، من أطر وممرضين ومساعدين، كما ندين بالخير العظيم، لبعض أفراد العائلة والأصدقاء والجيران، الذين لم يبخلوا علينا، لا بالدواء ولا بالطعام ولا بالنصائح والمتابعة..”.
وشكر المرزوقي عبر تدوينته، كل من آزره في مرضه، حيث قال “كما نشكر الشكر العميق، كل من آزرنا واهتم بنا وشد عضدنا وسأل عنا… والله سبحانه نسأل، أن يحفظكم بحفظه الرباني، وأن يشملكم بعفوه وكرمه، ويغدق عليكم من نعمه، الظاهرة والباطنة، وأن يرفع عن خلقه جميعا هذه الجائحة البغيضة”.
ويذكر أن المرزوقي، ذو 73 سنة، أحد سجناء تازمامارت، الأكثر شهرة، حيث إن الأخير، المتواجد في نواحي الرشيدية، كان من أحد أفظع مراكز الاعتقال السرية، في زمن سنوات الرصاص.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...