أثار الفيلم الوثائقي بعنوان “الحصلة”، ليلة الأحد الماضي، الذي عُرض على القناة الثانية، جدلا واسعا واستياءا، من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصا أبناء الحي المحمدي الذين استنكروا، ما تضمنه الفيلم.
“الحصلة” هو آخر فيلم، للمخرجة “صونيا التراب”، والذي كشفت الأخيرة من خلاله، ماضي وحاضر شباب الحي المحمدي، إذ صورتهم في حالة من البؤس والضياع، ونقلت مشاهد يومية للشباب، في أوقات مختلفة من حياتهم، تبين تشابه أحداث أيامهم، أما بخصوص عنوان القصة الإنسائية التي تطرقت لها، فهي مستوحات من أغنية المجموعة الشهيرة فرقة المشاهب بعنوان “الحصلة”.
الفيلم هو من إنتاج نبيل عيوش، الذي سلط الضوء هذه المرة على الحي المحمدي، لينشر صورة معينة عن أبناء الحي بين ماضيهم وحاضرهم، بمساعدة كبيرة من أبناء واحد من أشهر الأحياء في الدار البيضاء، الذين لم يعرفوا ماذا ينتظر حيهم، “الفقر والتكدس وتحطم الأحلام والآمال، والبطالة والهجرة السرية والمخدرات”، هي الصورة التي روجها عيوش عن أبناء هذا الحي العريق.
لكن من وجهة نظر شباب الحي المحمدي، عيوش روج لصورة خاطئة، عن رجال ونساء من خيرة أبناء الوطن، ضاربا بعرض الحائط، ما أنجبه الحي من شعراء وأدباء ومسرحيين وفنانين ورياضيين وصحافيين ومناضلين، هذا الحي الذي أعطى الكثير لهذا الوطن، أصبح محط انتقاد وفي واحدة من أبرز القنوات المغربية.
هذا وقال الصحافي سعيد بلفقير واحد من أبناء الحي المحمدي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، “لم أستوعب الأمر في البداية، لكن رمز القناة، الذي حملته دائما في قلبي، بدا واضحا في أعلى الزاوية، نعم هي داري في مجال الإعلام، وهي الدروب أيضا أعرفها، هي داري حيث الوالدان راسخان إلى اليوم”.
وأضاف، “حرصت على قراءة الجنريك سطرا سطرا .أو لنقل فكرا فكرا، مخرجة لا أعرفها، نبيل عيوش الذي يعرفه الجميع، يطرح الأفكار ولا يناقشها، ورضا بن جلون، على رأس الإدارة من المفروض تمحص وتدقق قبل أن تشتري زمنا تلفزيونيا”.
وفي نفس السياق قال بلفقير “الصور والمشاهد واللقطات وحركة الكاميرا، طبعها التشويش والعتمه وانفلات الموضوع، وهذا أمر قد تكون له مبررات فنية لو تعلق الأمر بمجازر سراييفو، وغزة وميانمار، لكن أن يلبس الفيلم من البداية حتى النهاية هذا اللبوس البائس فتلك بحق نظرة عابثة لمكان هو أكبر من المعنى” و”لا أعتقد أن الكاميرا جابت دروب الحي المحمدي، لتلتقط نماذج عفوية بكل البساطة، التي قد يراها البعض، إنه كاستينغ محترفين، اختار شخصياته بدقة وخبث وضغينة”.
هذا وعبر آخرون عن اعتزازهم وفخرهم، كونهم من أبناء هذا الحي العريق المليء بالشباب الحالم والطموح، حيث كتب رشيد الحارثي “بصفتي حكم وطني لكرة القدم داخل القاعة أفتخر وأعتز بكوني من أبناء الحي المحمدي”.
وقال مصطفى أكركاد، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، “بصفتي حكم مساعد دولي لكرة القدم، أفتخر وأعتز بكوني من أبناء الحي المحمدي”.
ومن جهته وجه الفنان جواد الخودي رسالة إلى السيد رئيس مقاطعة الدار البيضاء، “إلى من يهمه الأمر، أنا ابن الحي المحمدي، وأفتخر أنني ولدت بكاريان سنطرال، لكنني لا أفتخر بالمسؤولية، عن الشأن الثقافي بالحي المحمدي حاليا، مما أعطى تلك الصورة التي لا نريد أن نؤمن بها الآن، شفتي السيد الرئيس آش كنا كانقولوا ليك، يالله جاوب دابا، ماذا أضفت للحي المحمدي خلال ولايتك؟”.
ونشر مهدي الهاشيمي، لاعب فريق سطات المغربي، صورة له وهو يحمل راية المغرب، عبر صفحته على موقع “فايسبوك” “ولد الحي المحمدي حكم 3 شارع ابن تاشفين وأفتخر”.
هذا وعبروا نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، عن تضررهم الكبير مما شاهدوا من أكاذيب وتزوير للحقيقة، حسب قولهم.
يشار إلى أن الحي المحمدي بمدينة الدارالبيضاء هو أحد أشهر الأحياء العريقة، متعدد الثقافات، اشتهر بضمه للعديد من المشاهير المؤثرين، كفرقة المشاهب وناس الغيوان، وهي أشهر المجموعات الغنائية المغربية، كما كان للحي فرق رياضية كفريق الاتحاد البيضاوي، كما يفتخر أبناء الحي، كون الأخير خرجت منه أول رصاصة ضد الاستعمار.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...