نيروبي: عبد الواحد لبريم
يتميز شهر رمضان المبارك هذا العام في كينيا بالتضامن والدعم المقدم لمئات اللاجئين الشباب في مخيمي كاكوما وداداب بشمال كينيا، وكذا للمحتاجين في جميع أنحاء هذا البلد الواقع شرق إفريقيا. وانتهز المجلس الأعلى للمسلمين في كينيا والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين فرصة الشهر الفضيل لإطلاق حملة واسعة في جميع مساجد البلاد والمؤسسات الإسلامية لجمع تبرعات للمساعدة على تمدرس آلاف اللاجئين الشباب في كينيا ممن لم تتح لهم فرصة ارتياد المدارس بسبب نقص التمويل.
يكثف الأئمة والخطباء خلال أداء صلوات التراويح والجمعة من دعواتهم في جميع مساجد كينيا لحث الجميع على الانخراط في هذا العمل الإنساني الموجه لفائدة اللاجئين
يكثف الأئمة والخطباء خلال أداء صلوات التراويح والجمعة من دعواتهم في جميع مساجد كينيا لحث الجميع على الانخراط في هذا العمل الإنساني الموجه لفائدة اللاجئين. وقال رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في كينيا، يوسف انزيبو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن شهر رمضان المبارك هو الفترة التي يركز فيها المسلمون على مد أيادي العطاء لدعم المحتاجين. وأضاف نزيبو “لقد اتفقنا هذا العام على لفت الانتباه إلى الظروف المعيشية الصعبة للاجئين في كينيا ممن يعيشون حالات نزوح قسرية منذ أكثر من 20 عاما. ومع هذه الحملة التي تستهدف تمدرس الأطفال، يمكننا على الأقل المساعدة في التخفيف من بعض معاناتهم”. وبالنسبة لرئيس المجلس الأعلى للمسلمين في كينيا، فإن هذا العمل الإنساني تفرضه الوضعية “المقلقة للغاية” على الأرض، علما بأن من بين 450 ألف لاجئ في كينيا يتوجه فقط 13 في المائة من الأطفال في سن التمدرس إلى المدرسة.
يتنافس أفراد الجالية المسلمة (12% من مجموع السكان)، من خلال مبادرات عطاء متواصلة طيلة الشهر الكريم، على تنظيم مآدب إفطار جماعية يوميا وتقديم شتى أنواع التبرعات للمحتاجين
وكانت ممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في كينيا، فتحية عبد الله دقت، مؤخرا في تصريح لها، ناقوس الخطر حيال الأوضاع المزرية للاجئين الكينيين، لاسيما في أوساط الشباب ممن لم يتمكنوا من ولوج المدارس. وفتحية عبد الله إن “هناك إحصائيات مقلقة تظهر أن عددا قليلا من اللاجئين يمكنهم ولوج أسلاك التعليم في كينيا. ووراء هذه الإحصائيات يوجد أطفال وشباب، فتيان وفتيات، يتطلعون الى أن يصبحوا معلمين وأطباء وأرباب أعمال. لكنهم بدلا من ذلك، يظلون طي النسيان في انتظار تحقيق هذه الأحلام”. ومن جهته، حرص المبعوث الخاص للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين للقرن الإفريقي، محمد عبدي آفي، على تأكيد أن المفوض السامي لشؤون اللاجئين يأمل، من خلال العمل في هذا الشهر المبارك، في لفت انتباه الناس وأرباب الأعمال وحثهم على دعم أطفال اللاجئين ومساعدتهم على الوصول بشكل أفضل إلى التعليم”. وإضافة إلى هذا العمل الإنساني، أعربت الجالية المسلمة، التي تمثل حوالي 12 في المائة من سكان كينيا، خاصة في مومباسا حيث نصفهم مسلمون وأيضا في الشمال الشرقي من البلاد، عن رغبتها الأكيدة في تكثيف الأعمال الخيرية وتعزيز التضامن في هذا الشهر الفضيل. وفي هذا الصدد، يتنافس أفراد الجالية المسلمة، من خلال مبادرات عطاء متواصلة طيلة الشهر الكريم، على تنظيم مآدب إفطار جماعية يوميا وتقديم شتى أنواع التبرعات للمحتاجين.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...