بتت غرفة الجنايات الاستئنافية لدى محكمة الاستئناف بمكناس، أخيرا، في ملف توبعت فيه أرملة ستينية، من أجل جناية الضرب والجرح العمديين المفضيين إلى الموت دون نية إحداثه، وأيدت قرار إدانتها بعشر سنوات سجنا نافذا.
و أثيرت القضية عندما قامت إحدى الجارات، وكعادتها صباح كل يوم، بالمناداة على الأرملة عبر شباك نافذة منزلها للاطمئنان عليها، غير أنها لم تتلق أي رد، ساعتها حاولت فتح الباب إلا أنها لم تتمكن من ذلك.
أمام هذا الوضع سارعت الجارة إلى إخبار بعض جاراتها بالأمر، إذ عمدن إلى فتح نافذة غرفة نوم الأرملة من الخارج، ليشاهدنها ممددة على الأرض وبالقرب منها آثار قيء، فطلبن منها بصوت مرتفع بذل مجهود للوصول إلى باب المنزل بغرض فتحه حتى يتمكن من إسعافها، ظنا منهن أن مكروها ما أصابها وابنها بالتبني، لكن بدون جدوى.
ظلت الجارات محتشدات أمام الباب حتى حدود الواحدة بعد الزوال، قبل أن تتمكن المتهمة من فتحه، وبعدما تخطين عتبته استرعى انتباههن ببهو المنزل الهالك ملقى على الأرض وآثار دماء تغطي وجهه، فبادرن إلى إخبار رجال الدرك، قبل تسخير سيارة للإسعاف لنقل المتهمة وابنها بالتبني إلى المستشفى لتلقي الإسعافات، وفي الطريق إليه لفظ الشاب، البالغ من العمر 44 سنة، أنفاسه الأخيرة، إذ أكد التشريح الطبي أن الوفاة لم تنجم عن اختناق بالغاز وإنما نتيجة نزيف داخلي، بسبب ضربة قوية في الدماغ بآلة حادة أو سقوط من مكان عال.
أنكرت المتهمة المنسوب إليها في سائر مراحل البحث، مصرحة أنه لا وجود لأي سبب يبرر قتلها لابنها بالتبني، الذي سهرت على تربيته منذ أن كان رضيعا، مدعية أنه قد يكون أصيب باختناق نتيجة تسرب غاز البوتان من سخان ماء أثناء استحمامه، وهو الادعاء الذي فندته شهادات الجارات، عندما أبرزن أن قنينات الغاز كانت محكمة الإغلاق، بما فيها القنينة الخاصة بسخان الماء، وليس ثمة ما يشير إلى تسرب غاز البوتان.
وأضافت الشاهدات أنهن عاين بقع دم على سروال المتهمة، قبل أن يؤكدن وجود خلافات وسوء معاملة من المتهمة للضحية، وتسلحها بأكثر من سلاح أبيض لمواجهته.
وأسفر التفتيش الذي أجرته عناصر الضابطة القضائية بالمنزل، مسرح الجريمة، عن العثور على كيس بلاستيكي تحت سرير المتهمة، وبداخله مجموعة من الأسلحة البيضاء، عبارة عن ساطورين من الإينوكس وسكينين من الحجم المتوسط وعصا خشبية، فضلا عن منشفة بيضاء عليها بقع دم، أفادت بشأنها أنها تخصها وتحتفظ بها بدولاب غرفة نومها للدفاع بها عن نفسها من أي تصرف عدواني من ابنها بالتبني، الذي يعاني مرضا نفسيا وعقليا، حسب تصريحها.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...