حضر مسئولون من وزارة الصحة وفاعلين صحيين بالقطاعين العام والخاص، وممثلوا المختبرات الدوائية والصيادلة وآخرون، أمس في الدار البيضاء، مناسبة للاحتفال بالأسبوع العالمي للتلقيح.
ونقل مدير مديرية السكان بوزارة الصحة، كلمة أنس الدكالي- الذي كان من المقرر حضوره، وغاب في آخر لحظة بسبب التزام حكومي- كلمته عن أهمية التلقيح باعتباره الخطوة الناجعة التي تمكن من المساهمة في تطوير الصحة العامة بالقضاء على الأمراض المعدية القاتلة ، وأوضحت كلمة الدكالي أن التلقيح يمكن من تفادي حوالي 3 ملايين حالة وفاة عبر العالم، موضحا أنه في المغرب تم وضع برنامج وطني للتمنيع منذ 1987 يؤمن ويوفر التلقيحات التي يبلغ عددها 13 تلقيحا بالمجان، تتميز بالجودة والنجاعة، 12 منها تخص الأطفال أقل من 5 سنوات.
كما أكدت كلمة وزير الصحة، على أن البرنامج الوطني للتمنيع له مكانة مهمة في منظومة صحة الأم والطفل ويهدف بالأساس إلى المساهمة في تقليص عدد الوفيات ومعدل مراضة المواليد الجدد ووفيات الرضع والأطفال، اعتمادا على عدة استراتيجيات في مجال التلقيح، بحيث أنه يعتبر من أهم البرامج التي تحقق حاليا مؤشرات ملموسة على المستوى الجهوي والوطني، وأبرزت الكلمة أنه بناء على البحث الوطني للسكان وصحة الأسرة لسنة 2018 بالنسبة للأطفال ما بين 12 و 23 شهرا، فإن 94.5 في المائة هم ملقحون بشكل كامل وفقا لجدول التقيحات، 98.8 في المائة ملقحون بلقاح البي سي جي، أكثر من 98 في المائة بلقاح ضد الشلل، وأكثر من 97 في المائة بلقاح خماسي ضد الكزاز والديفتيريا وغيرها، مما مكن من القضاء على العديد من الامراض.
من جهته دعا رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، الدكتور سعيد عفيف، مختبرات الصناعة الدوائية إلى تخفيض أسعار اللقاحات حتى تقوم الصناديق بتغطية مصاريفها 100 في المائة، ويتوجه المؤمّنون للقطاع الخاص، ويتركوا المراكز الصحية العمومية للمعوزين فعلا الذين هم بدون تغطية، مشددا على أن هذا الإجراء سيقلص من الكلفة المالية، وسيساهم في ترشيد النفقات في البرنامج الوطني للتمنيع.
وأوضح الدكتور خلال كلمته أنه يتم سنويا تلقيح 95 في المائة من مجموع الولادات التي يبلغ عددها كل سنة 600 ألف ولادة، مبرزا أنه بالنظر إلى أن 34 في المائة من السكان يتمتعون بتغطية صحية، فإن الرضع الذين يتم تلقيحهم بالقطاع الخاص لا يتجاوز عددهم 12 ألفا، في حين أنه كان يجب تلقيح 200 ألف رضيع، وهو ما يوضح أن ثقلا كبيرا يقع على القطاع العام الذي يوفر هذه العملية مجانا، مما يجعل الجميع يتوجه إليه، في الوقت الذي كان من الممكن أن تخصص فعلا للمعوزين، بينما المؤمّنين المنخرطين في الصناديق يمكنهم القيام بالتلقيح في القطاع الخاص، إذا ما استرجعوا مصاريف اللقاحات كاملة، ما سيمكن من استثمار الفارق المالي في ميزانية اقتناء اللقاحات، من أجل اقتناء لقاحات جديدة يتم إدخالها ضمن البرنامج الوطني للتمنيع، كما هو الشأن بالنسبة للقاح ضد سرطان عنق الرحم، مما سيترتب عنه فائدة صحية ووقائية أكبر.
كما أشارالدكتور إلى اعتماد الحكامة في تدبير هذا الملف، مشددا على أن التلقيح هو المدخل الأساسي للرعاية الصحية الأولية، التي أكد عليها جلالة الملك في رسالته أثناء تخليد اليوم العالمي للصحة، مبرزا أن البرنامج الوطني للتمنيع الذي سطّره المغرب بيّن عن نجاعة كبيرة في القضاء على العديد من الأمراض الفتاكة، وهذا لا يمنع من تطويره وتجويده بشكل أكبر تماشيا مع المتغيرات الوبائية التي يعرفها العالم اليوم، بتوسيع سلة اللقاحات.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...