بادر شاب مصاب بالسرطان، إلى إعلان تبرعه بأعضائه بعد الوفاة لأغراض علاجية. إسماعيل سلطان، الشاب الذي لا يتجاوز سنه العشرين عاما، والذي يتابع آلاف المغاربة قصة صراعه مع نوع نادر من السرطان، أصابه حين كان سنه لا يتجاوز 16 عاما،مما جاء في تدوينته بهذا الخصوص “الأعمار بيد الله، ليست نيتي أن يكون السرطان سبب وفاتي، إنما أجل الله لي محدود”. وأضاف “كان من بين أمنياتي أن أتقدم بطلبي هذا للتبرع بجميع أعضائي بعد الوفاة لغرض علاجي، وها هو يتحقق اليوم”. اسماعيل هذه قصته.
رابط الحلقات السابقة
جنازة قبل الآوان
رن هاتفي. كان والدي على الطرف الآخر من المكالمة. قلت له”بابا انا عزيز عندك؟ بقا كيضحك قالي ومعلوم راك ولدي. قلت ليه بابا غادي نقولك واحد الحاجة ومتخلعش و إلا كنتي حدى ماما بعد باش متسمعش”، حين أخبرته بما بلغني “مزادش هضر كيقولي اه اه اش كتقول وكيبكي ويقولي انا جاي دابا…ميمتي العشية وصلها الخبر بغات طير وتجي عندي وكتبكي ومحروقة”. أخبرت والدي بأنني مصاب بالسرطان، وليس ب”الشقيقة”، كما كان يعتقد الطبيب الأول، لكن مهمتي لم تكن قد انتهت، فقد كان علي أخبر عمتي أيضا. دخلت المنزل، وعيناي حمراوان. كان مشهدا أثار انتباه الجميع، سألوني عن سبب بطائي الظاهر فقلت بدون مقدمات “عندي الكونصير”. كان الخبر صادما ومفاجئا للجميع، توجه نحوي جميع من في البيت، وهم يتحدثون بلسان واحد “اش كتقول راك غير تكذب”. لاأحد فيهم استوعب الخبر. أذكر أن عمتي ارتمت علي وهي تبكي بحرقة. جميعهم كانوا يبكون بحرقة. كانت جنازة قبل الآوان.
الحرب ستبدأ
حل يوم الإثنين، وتوجهت رفقة زوج عمتي إلى الطبيب الذي أكد لي إصابتي بمرض السرطان. أخبرني أنه نوع نادر، وأنه يصيب في الغالب الأشخاص الذين يقيمون بالقرب من شاطئ البحر.أخبرني أيضا أنني سأخضع للعلاج الكيميائي، وأوصاني بأنه يجب علي أن أتحلى بالصبر، وليختبر قوتي قال لي “هنا غادي تبين راسك واش راجل أو لا”. كان بديهيا أن أساله، كيف هو هذا العلاج الكيميائي؟ هل هو مؤلم؟ هل سأخضع له إلى الأبد؟افتقدت شهية الأكل. كما خاصم النوم جفني. كنت فقط أسأل نفسي، هل سيمكنني مقاومة المرض؟ هل سأموت؟ لم أطق الصبر، فسألت الصيدلي، كيف هو هذا العلاج الكيميائي؟جاءت الوالدة لزيارتي، بعد أن تعذر على والدي ذلك. رافتقني إلى مركز الأنكولوجيا. كان مكانا مخيفا. لم نكن وحيدين، فقد رافقتنا إلى هناك عمتي وزوجها. أثناء فترة الأنتظار، كنت أرى المرضى يتألمون. طبعا بعضهم كان فقد شعره، كان مشهدا مؤلما. استبد بي الخوف، كنت أفضل أن أعود من حيث أتيت. كانت نبضات قلبي تزيد، لكنهم كانوا يحاولون طمأنتي، إلى أن ظهرت مساعدة الطبيب مريم العراقي. ظلت تمازحني، قبل أن تأمر مساعدتها بمرافقتي إلى حيث المرضى الذين يخضعون للعلاج. أحسست باختناق، لكن تلك كانت البداية فقط. قالت لي الطبيبة “سنبدأ الحرب، ويجب أن تكسبها”. أخبرتني أيضا أنني سأقابل الطبيب المهدي التازي، قبل أن تصل مرحلة العلاج بالأشعة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...