تقضي يطو اشبلي أيامها موزعة بين عمل مضن في البيت وخارجه في الحقل والإسطبل.
لا تختلف يطو عن مثيلاتها في قرى منطقة الهري ووامنة وآيت إسحاق وملوية وغيرها من قرى المغرب، تأخذ المرأة مكان الرجل في القطاع الفلاحي، مثابرة من أجل إبراز مؤهلاتها بحثا عن تحسين أوضاعها المادية والاجتماعية.
تقول هذه المرأة التي تشارف على العقد الخامس من عمرها، والأم لثلاثة أبناء، أنها تشتغل ما يقارب ال 12 ساعة في اليوم، بين أداء المهام المنزلية والاشتغال المضني في الحقول.
لم يسبق لها كمت هو الشأن بالنسبة لباقي نساء القرية، أن خضعن لتكوين في المجال الفلاحي لكنها تعرف بالممارسة الأساليب الفلاحية بشكل متميز.
وشكلت ثقافة إقامة التعاونيات النسائية في المنطقة حافزا لها وعدد من جاراتها في القرية في خوض هذه المغامرة من أجل تحسين وضعها الاقتصادي وبالخصوص الحصول على مداخيل مالية تؤمن استقلاليتها وتساعد في تحريرها من سلطة المجتمع الذكوري الاقتصادية والاجتماعية.
أنشأت يطو سنة 2017 تعاونية بوازال لتربية الأبقار الحلوب مما مكن اللأعضاء في ظرف وجيز من تحقيق مداخيل ملائمة جراء بيع الحليب.
تقول يطو إن الهدف يتمثل بالنسبة لنساء القرية في الرقي بمستوى المرأة بالمنطقة من خلال منحها الفرص لإبراز ذاتها ومساعدتها على مزاولة أنشطة مدرة للدخل.
وجدت المئات من النساء في قرى إقليم خنيفرة الفقيرة في التعاونيات وجمعيات الاقتصاد التضامني آلية جذابة لتعزيز استقلاليتهن المادية ورفع الحيف والتهميش والصور النمطية التي غالبا ما التصفت بهن. وتتوزع هذه التعاونيات بين تربية الأبقار والماعز وإنتاج الحليب والزرابي والعسل والمنتوجات العطرية والكسكس وغيره، غالبيتها تعاونيات صغيرة الحجم والإمكانيات، لكنها ذات قيمة عالية بالنسبة لهؤلاء النسوة في التخفيف من وطأة الفقر ورفع التهميش. كما تساهم هذه التعاونيات النسوية والتي بدأت تنتشر في العالم القروي والمناطق المعزولة في أعالي الجبال خصوصا مثلما هو الحال في إقليم خنيفرة في محاربة الفقر وتحسين المؤشرات التنموية وتعزيز استقلالية النساء.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...