عبّرت صحيفة “إل إسبانيول” الاسبانية عن خيبة أملها وهي تتحدث عن التقارب المغربي الروسي الكبير، بفضل دبلوماسية محمد السادس، إذ قالت إن المغرب أصبح قبلة الدول الكبرى التي ترغب في وضع قدمها في القارة الإفريقية بما ينعكس إيجابا على المملكة، في وقت مازالت اسبانيا تحافظ على نظام كلاسيكي في علاقتها بالمغرب، تقول الصحيفة. الصحيفة قالت إن العلاقة التجارية بين روسيا والمغرب، الذي أصبح ثالث أقوى شريك اقتصادي لروسيا في إفريقيا والثاني عربيا. تعود إلى القرن السابع عشر، حين أجرى السلطان بن عبد الله والإمبراطورة كاترين الثانية أولى الاتصالات التي أعلنت بدء الاتفاقيات التجارية.
خطوة ملكية
ركز المصدر ذاته على خطوات الملك محمد السادس منذ سنة 2016، حين زار روسيا، وتم التوقيع تحت أنظاره هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على عشرات الاتفاقيات، التي يجني المغرب ثمارها الآن، تعترف الصحيفة، مشيرة إلى أنه منذ عام 2000 تطورت العلاقات التجارية الثنائية بشكل كبير، لا سيما في قطاع التعدين والزراعة، قبل أن يستقر الروس على الاستثمار في الناظور، من خلال مينائها الذي يضم مجمعا للبتروكيماويات بطاقة تكرير 100 ألف برميل يوميا ستزداد لتضاعف تلك الكمية ويستخدم أحدث المعارف والتقنيات لروسية لتكرير وتخزين المنتجات البترولية، ومن المتوقع أن تنتهي الأشغال به سنة 2024.
ورغم ظروف كورونا، إلا أن روسيا رفعت وارداتها من التوت الأزرق بين يناير ويونيو بنسبة 61٪ من حيث القيمة و 36.4٪ أكثر في الحجم، ليصل المجموع إلى 4200 طن مقابل 30.5 مليون دولار. وبهذه الأرقام، يحتل المغرب المرتبة الأولى في صادرات التوت إلى روسيا تليه تشيلي.
كورونا تؤجل زيارة بوتين للمغرب
كشفت الصحيفة أن كورونا منعت بوتين من زيارة المغرب، إلا أن ذلك لم يمنع من إحراز تقدم في الدورة الثامنة للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني، وهو اجتماع مماثل للاجتماع رفيع المستوى (RAN) بين إسبانيا والمغرب. كما
صادقت الرباط على اتفاقية الصيد البحري في 14 أكتوبر 2020، وأعلنتها وزارة الفلاحة في 27 نونبر الماضي.
وعلى الرغم من تنديد روسيا بالاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، تضيف الصحيفة، إلا أن ذلك لم يمنع مدير وكالة الصيد الروسية من زيارة الداخلة وبوجدور في 20 دجنبر 2020، على اعتبار أن المغرب عرض فرصا للمستثمرين الروس للاستقرار في البلاد، وهو ما سيمكن من افتتاح أكبر مصنع للمركبات العسكرية.
واسترسلت الصحيفة متحدثة عن تجليات التقارب الكبير بين المغرب وروسيا، حيث أشارت إلى أن وزارة السياحة المغربية تخطط لجذب المزيد من المسافرين من روسيا من خلال دعم الرحلات الجوية بين البلدين، كما يحظى التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين روسيا والمغرب بأهمية كبيرة، خاصة في قطاع الطاقة، مع مساهمة روسيا في تنفيذ العديد من مشاريع الطاقة باستثمارات في التنقيب عن النفط وفي مجال الطاقات المتجددة.
ماذا عن اسبانيا؟
مقابل هذه الدينامية، تقول “إل إسبانيول” إن اسبانيا تقف بعيدا، ومُعلقة، مضيفة: “بينما يبرم المغرب اتفاقيات مع المملكة المتحدة والولايات المتحدة وإسرائيل وروسيا للاعتماد بشكل أقل على الحلفاء الأوروبيين الكلاسيكيين، فإن حكومة إسبانيا لازالت تنتظر انعقاد قمة البلدين الشهر الجاري، بعد تأجيلها”.
وتساءلت لماذا لم تبادر اسبانا إلى طلب عقد القمة المؤجلة ولو بشكل افتراضي، على غرار القمة المغربية الروسية، لتوقيع الاتفاقيات المعلقة التي تمثل ملايين اليورو للاقتصاد الإسباني، تقول الصحيفة، على اعتبار أن اسبانيا أول شريك تجاري للمغرب بأكثر من ألف شركة في المغرب.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...