تحول حراكَ مغربي، وصل إلى اسبانيا قبل تسعة أشهر فقط، إلى بطل، طالب مواطنون اسبان بتسوية وضعيته القانونية، بل ومنحه الجنسية الاسبانية.
وبدأت قصة منير جلال (37 عاما)، الذي وصفته وسائل إعلام بـ”البطل المجهول”، قبل تسعة أشهر حين وصل إلى اسبانيا (جزيرى لانزاروت)، على متب قارب للهجرة السرية. ينحدر منير من مدينة طانطان. والسبت الماضي كان قريبا من شاطئ بلدية تياس السياحية..حين سمع فجأة صراخ سيدتين.
يقول شهود العيان إن منير لم يتردد للحظة. لم ينتظر وصول فرق الإنقاذ، بل سارع فور سماعه نداء الاستغاثة إلى مصدر الصوت، غير آبه بالخطر المحدق به. كانت الأمواج قوية، حسب وصف الشهود، وقد جرفت قوة الأمواج سيدتان. قاومت إحداهما الأمواج لكن الأخرى كانت استسلمت، قبل أن يصل الشباب المغربي، ويلحق به بعد ذلك صديقه، وهو أيضا شاب من أصول مغاربية. عمل البطلان على حمل الضحيتين فوق الصخور، لكنهما عجزا عن إخراجهما من الماء. استمرت عملية الإنقاذ حوالي 25 دقيقة. كان العشرات تحلقوا قريبا من المكان يتابعون ما يقع، فيما وصلت الشرطة والحرس المدني إلى مكان الحادث.
بذل البطلان جهدا كبيرا، أخيرا تمكنت الضحية من الخروج من الماء، لكن عبد الرحيم انهارت قواه، ولم يعد يقو على فعل ذلك بمفرده، كان منظرا رهيبا أن تنجو الضحية ويغرق البطل..ظل عبد الرحيم يقاوم، قبل أن ينجح في الوصول إلى اليابسة منهكا، وقد أصيب بكدمات في أنحاء متفرقة من جسده جراء ارتطامه بالصخور..كانت الأمواج ماتزال قوية.
بعد أيام زارته الضحيتان، لتقديم الشكر له. أما في البلدة حيث يقيم فقد أصبح حديث الناس، الكل ينوه ببطولته، ويود الحديث إليه، ويدعوه لاحتساء فنجان قهوة، ولأن السلطات لم تتصل به، فقد بدأت سيدة تقيم بالبلدة حملة لجمع معونات له. أما منير فقد قال إنه لا يريد المال، هو يريد فقط تسوية وضعيته القانونية ووظيفة لمساعدة أسرته.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...