تزوجا عن حب، علاقة دامت أزيد من عشر سنوات، وكل شارع وزقاق في مدينة خريبكة، يحمل ذكرى من ذكرياتهما الجميلة، ولم يتصور عزيز، عامل بالمجمع الشريف للفوسفاط، أن يأتي يوم يفترقان فيه، أو تزلزل الظروف والمشاكل هذه العلاقة، فهو لم يحب سواها…
ومرت الأيام، وأنجبا أطفالا، وظلت الأيام تمر بنفس الوثيرة، حتى شعر عزيز أن زوجته فاطمة بدأت تتغير، وأصبح سلوكها غريبا، وأحس أن رائحة الخيانة بدأت تفوح في المنزل الصغير، فماذا حدث بالضبط ؟ وهل فعلا سيصل به الحال إلى قتلها انتقاما لكرامته؟ كيف حصل ذلك وهو الذي أحبها حبا جنونيا ووثق بها؟ إليكم تفاصيل القصة المأساوية كما رواها ابنه الذي كان حاضرا وقت الجريمة؟
القصة كما رواها ابن الضحية
دمعت عيناه وهو يسرد أمام الضابطة القضائية، تفاصيل قتل والده لوالدته، حيث أكد أن العلاقة الزوجية بينهما، عرفت تصدعات بسبب كثرة المشاكل التي امتدت لأزيد من 10 سنوات تقريبا، حينما تعرفت المجني عليها المسماة (س- م)، المعروفة بالتعاطي للتهجير السري، وأنها كانت حسب تصريحات الأبناء دائما، تستقبل غرباء في المنزل، بالإضافة إلى أنها كانت كثيرة السفر إلى مدن مختلفة رفقة صديقتها، وهو ما أكده الزوج في معرض الاستماع إليه في إحدى الجلسات السابقة بابتدائية خريبكة، مشيرا إلى أنه يشكك في سلوك زوجته، وكان يطلب منها العدول عن بعض التصرفات المشبوهة، ويعاتبها على غيابها المتكرر عن بيت الزوجية. وأمام استفحال هذه المشاكل وعدم استقرار العلاقة الزوجية، تقدمت المجني عليها – قيد حياتها- بدعوى التطليق للشقاق أمام المحكمة الابتدائية، الشيء الذي أثار غضب الزوج وطلب منها العدول عن فكرة الطلاق والتنازل عن الدعوى، لكن دون جدوى، بل زادها ذلك إصرارا وتمسكا بفكرتها
وبتاريخ الحادث، وحينما كان المتهم في جدال مع زوجته، بحضور صديقتها (س- م)، وبعد أن تمسكت الزوجة بفكرة الطلاق، التي لم تزد الزوج إلا تشكيكا في سلوكها الغريب، استل الزوج من المطبخ سكينا وأخفاه في سترته، وكرر عليها فكرة العدول عن فكرتها الحمقاء، وأمام إصرار الزوجة على الطلاق، شعر الزوج أنه مخدوع، وفي حالة هيستيرية بعدما اشتد به الغضب، وجه طعنتين إلى زوجته غلى مرأى من صديقتها، واحدة على مستوى القلب، والأخرى في البطن، لتنهار كليا وهي تئن وتصرخ، ليلتحق بهم الابن (ط- م) بعد سماعه لصراخ والدته التي ظلت مضرجة في دمائها إلى حين حضور رجال الأمن وسيارة الإسعاف…
انهيار الزوج بعد النطق بالحكم
بعد النطق بالحكم، انهار الزوج ونظراته تمسح فضاء قاعة المحكمة، غير مصدق بطبيعة الحال هذا الحكم القاسي، لأنه سبق أن صدر قرار عن الغرفة الجنائية الابتدائية بالحكم على المتهم بـ 15 سنة سجنا نافذا، ليتحول إلى 25 سنة سجنا نافذا في الحكم الاستئنافي المذكور، بإعمال الفصل 392 من القانون الجنائي من أجل القتل العمد. وساد القاعة صمت رهيب والشرطي يقود (عزيز)، ورجلاه لا تكاد تحملانه إلى مصيره المعلوم…
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...