تخلى سائق سيارة إنعاش عن رضيع كان في وضعية صحية خطيرة، تستوجب نقله إلى المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، بعدما واجه مشكلة على مستوى الباحة الصوتية، قررت على ضوئها إدارة المستشفى الإقليمي بزاكورة نقله على وجه السرعة إلى مراكش، بعد إجراء “سكانير”، إلا أن صاحب سيارة الإسعاف تخلى عنه وسط الطريق، وحوله إلى مستشفى بورزازات، وظل هناك ليلة كاملة، قبل أن يتم نقله على متن سيارة إسعاف خاصة، لا تتوفر على أدنى شروط السلامة الصحية، بالإضافة إلى أن الرضيع لم يتلق إسعافات في ورزازات رغم تدهور وضعه الصحي، بسبب عدم وجود سرير إنعاش فارغ.وكشفت جريدة “صباح” عن الواقعة بكونها بدأت حينما نقل الرضيع إلى المستشفى الإقليمي بزاكورة من أجل الكشف عليه، لأنه عانى ضعفا في الصوت، إذ تم إمداد الأب بلائحة من الأدوية، إلا أنه بعد أسبوع من إجراء الفحص الأولي ساءت أحواله، ولم يعد قادرا على النطق، ما دفع الأب إلى التوجه مرة أخرى نحو المستشفى، ليتم وضع الطفل تحت المراقبة الطبية وإمداده بالأوكسجين لمدة 48 ساعة، وأمام تدهور وضعه الصحي أكثر تم تشخيص حالته بواسطة السكانير، ليتبين أن الرضيع مصاب على مستوى الباحة الصوتية، لتقرر إدارة المستشفى الإقليمي نقلهإلى مراكش.ونقل الرضيع على متن سيارة إسعاف تابعة للمستشفى الإقليمي، بعد إجبار أسرته على دفع 1000 درهم مسبقا، كما أفادت مراسلة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، موجهة لوزير الصحة، رغم توفر الأسرة على بطاقة “راميد”، وتم تحويل الطفل من المستشفى الإقليمي إلى مستشفى الدراق، وطلب من الأب والطفل الهبوط من الإسعاف، والانتقال إلى سيارة إسعاف أخرى لا تتوفر على مواصفات سيارة لنقل المرضى، من شروط السلامة و الوقاية الصحية، وهو ما زاد من تدهور حالته الصحية، وبعد ذلك نقل إلى مستشفى سيدي حساين بورزازات، حيث فرض على الأُسرة نقل الطفل إلى مراكش، لأن جميع الأَسرة محجوزة في مصلحة الإنعاش.ورغم أن سائق الإسعاف يتوفر على تصريح بنقل الرضيع من زاكورة إلى مراكش، إلا أنه لاذ بالفرار، وترك الأسرة في عزلة من 11 ليلا إلى صباح اليوم الموالي، نظرا لأن جميع إسعافات المستشفى مشغولة وإسعافات القطاع الخاص كذلك، وبحلول الصباح نقل الرضيع بواسطة إسعاف خصوصي على الساعة السابعة صباحا، إلى مراكش، غير أنه فارق الحياة فور وضعه بإنعاش المركز الاستشفائي محمد السادس بمراكش.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...