شامة درشول
“ما الذي يجعل صحفيا قالت منظمة مثل #أمنستي ان هاتفه مراقب من أمن بلده، وقال هو نفسه انه مراقب، وكانت الشرطة تستدعيه للتحقيق كل اسبوع واقل، يغامر بكل قواعد “الأمن الصحفي” ، ويسقط في علاقة جنسية يقول عنها رضائية وتقول متهمته انها اغتصاب؟”. شغل هذا السؤال بالي، ولم اجد له جوابا سوى أن الفتى اما هو نفسه لم يكن مقتنعا انه تحت المراقبة، وإما انه تلقى تطمينات من محيطه القريب بأن السلطة التي تستدعيه لا تملك شيئا ضده، وانه مجرد “صراع اجهزة عابر”، وان السلطة الاخرى مهتمة له، وسوف “تحميه”!!!
منذ خرجت قضية #عمر_الراضي، وامنستي، وتطبيق بيغاسوس الاسرائيلي للتجسس، كتبت هنا ان النقاش في المغرب هو عن “المخزن الذي يقمع #حرية_التعبير”، في الوقت الذي اختارت اسرائيل ان يكون النقاش حول الصراع بين شركات دولية منافسة لشركة NSO الاسرائيلية، في “حرب المعلومة”، وان المنظمات في ملف عمر الراضي هي في الحقيقة تخوض حربا بالوكالة لصالح الشركات لا غير.
في #المغرب، تكون القضية التي يخوضها المخزن احيانا عادلة، لكن محاميه سيئين، او طريقته في الدفاع عن نفسه تجعله متهما حتى لو كان هو الضحية، والا لكانت الصحف تفتح اليوم ملفا كبيرا اسمه”المخزن يخوض حربا ضد شركات اللوبيينغ الاقتصادي”، “المخزن يتصدى لمحاولات تفكيك منظومته الاقتصادية، وفصل ارتباط السلطة بالأرض بهدف إضعافه”. بدل “الصحفي الذي اغتصب صحفية”.
اعتقد ان موقع برلمان.كوم وحده من اشار لمحاولة تفكيك علاقة السلط بالارض من قبل جهات اجنبي وبادوات مغربية، ذكر هذا الامر في احدى تقاريره، كان تقريرا مهما، لكنه لم يكن كافيا للدفاع عن موقف الدولة، ولنفهم ان عمر الراضي لم يكن سوى حلقة ضعيفة في لعبة كبيرة، وانه ذهب ضحية سذاجته، وثقته العمياء في محيطه المهني، وضحية جهله ايضا بعالم lobbying intelligent، وهو ما لمح إليه “ابو وائل الريفي”، في اخر منشور له والذي حمل نقطتين مهمتين:
– أول نقطة، حين اشار ابو وائل الريفي الى “الابواب المغلقة”، ويقصد به chatham house، وهو مفهوم خرج من المعهد الملكي للشؤون الدولية(منظمة بريطانية)، ويضم لقاءات مغلقة مع كبار صناع القرار، والفاعلين، والمؤثرين، في القرار السياسي، والاقتصادي، يتناقشون افكارهم، ورؤيتهم لقضايا اوطانهم، والعالم بما يتناسب مع ما يخدم “المصلحة”، ويبدو ان chatham house التي كانت تعقد في المغرب كانت مزعجة، ومقلقة، وتمشي عكس “مصلحة المخزن”، والمواطن أيضا.
-ثاني نقطة، ذكرها أبو واىل قبل ان تتناقلها بعض الصحف بتفاصيل ركزت على الشخص، وليس على سبب”خطورته”، هو ليلى سلاسي، والتي كان عمر الراضي واحدا من “اصابعها” التي تستخدمها في تجميع “المعلومة الاقتصادية”، من اجل بيعها لمن يدفع، وهو أمر معتاد في عالم ال lobbying.
ليلى سلاسي، المستشارة القانونية التي أسست رفقة (أحد اصدقائي المقربين جدا قبل ان يقرر العودة نهائيا الى امريكا لاسباب شخصية) فرعا لشركة Mayor Brown الامريكية المتخصصة في اللوبيينغ الاقتصادي والسياسي تحت اسم Afrique Advisors، وكانت تقدم خدمات للشركة الامريكية التي بدورها تقدم هذه الخدمات لشركات اجنبيه في نيويورك، ولندن، وهونغ كونغ، ودول أخرى بما فيها افريقيا، واوروبا، لكن الخطأ الذي ارتكبته ليلى سلاسي والتي تقدم نفسها كمحامية وليس كLobbyist هو انها لم تحافظ على شعرة معاوية حين كانت تقدم خدماتها لهذه الشركات الاجنبية مستفيدة من علاقتها القوية بكبرى الشركات المغربية بما فيها مكتب الفوسفاط او كما عبر عن ذلك ابو وائل الريفي حين قال:”بفلوس المخزن يحاربون المخزن”.
لا اعرف ان كان الخطأ الذي ارتكبته ليلى سلاسي عن قلة خبرة في عالم lobbying والذي لم يكن ليسقط فيه شريكها في تأسيس الفرع الامريكي بحي racines بالدار البيضاء، لكن احيانا الطريق الى جهنم يكون مفروشا بالورود. محتوى العقد الذي كانت وراء تحريره بالانجليزية بين موقع هسبريس وشركة ابو ظبي للإعلام مقابل ازيد من 80 ألف دولار تلقتها كعمولة، قدمت معه ل #هسبريس فيما اعتبر “نصيحة قانونية” بأن يشترطوا على الشركة الاماراتية ان تكون هسبريس”الممثل الاعلامي الحصري الوحيد للإمارات في المغرب”، مع “تفاوض” حول اضافة الجزائر الى المجال الذي ستسخدم فيه ابو ظبي هسبريس من أجل “التاثير” في الرأي العام الجزائري. النصيحة، التي في الحقيقة لم تكن نهائيا في صالح موقع هسبريس، وكانت مجرد محاولة لتحويل موقع الكتروني شاب إلى أداة ل lobbying لصالح #الإمارات تفوق مستوى قدرته على اللعب في ملعب ليس بملعبه.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...