استطاعت التغيرات الحضارية وتكنولوجية الانترنيت المعاصرة أن تؤثر على سلوكيات المرأة وطريقة تعاملها مع الرجل سلبا وإيجابا، كما أدى استغلالها اقتصاديا وخروجها إلى العمل إلى تغيير جذري في نمط العلاقة بينها وبين الرجل، فمن النساء من استطاعت أن تتغلب على هذه التغيرات، ومنها من انخدعت ببريق الشعارات الحضارية الزائفة، فأخذت تلهث خلف سرابها حتى إذا ما اصطدمت بالواقع فاقت من سكرتها تقلب كفها حسرة وندامة على بستانها الذي أصبح خاوي العروش، فالرجل والزوج الحنون قد ولى هاربا. فلا عجبا يا سيدتي إذا قلنا أن معظمكم لا تعرف قيمة الرجل إلا بعد فقدانه، فيا سيدتي رجاءا مهلا ورفقا برجالكم.
قد يتألم الرجل كثيرًا لبعض العبارات والكلمات والمواقف كما تتألم المرأة. نعم! هذه حقيقة يجب على المرأة أن تضعها في مخيلاتها الفكرية والعقيلة، لذا عليها أن لا تعتقد بأن الرجل مخلوق بارد، أو جامد، ذا عقلية متحجرة المشاعر. نعم لا تتفاجئي سيدتي! فالرجل مهما كبر شأنه ومنصبه يتألم كما تتألمن، لأنه مخلوق بشري، يحزن ويفرح، يبكي ويضحك، يتردد ويحزم، يكره ويحب، بل ويعشق ويرغب. فليست القضية في بنية الجسم أو حجم الرأس، ولا مستويات الهرمونات، ولا الخلايا العصبية، ولا شقي الضلع الأيمن والأيسر، بل هناك عواطف وأحاسيس وكيان بشري، قد ينجرح لما تعتقدين أنه لا ينجرح بسببه، فهناك مسئوليات ومخاوف تفوق مخيلات المرأة وتختلف عنها نذكر منها على سبيل المثال ” الخوف من العجز بشتى أشكاله المادي والمعنوي، وقلة الحيلة وتراكم المسؤوليات والخوف من التساهل في حمايتك ومن من حوله ” فلعل أكبر رسالة أوجهها لك سيدتي العاقلة، فقط أن ترأفي وتفهمي الرجل، وأن تكفي عن عدم القناعة وشراهة الاقتناء وحب التملك لكل ما هو جديد وعدم الرضا بالموجود، لأنك إذا فهمت الرجل أحسنت الظن فيه وخففت من متاعبه وردات أفعاله، ومنحته جوا من الصفاء والتعاون والتصالح الذاتي، وخلقت جوا من السعادة والهناء. و كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في وصف فن تعامل المرأة مع الرجل في حال غضبه ” ونساؤكم من أهل الجنة، الودود الولود، العؤود على زوجها، التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول: لا أذوق غمضا حتى ترضى” وقال صلى الله عليه وسلم أيضا ” الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة.
وختاما أريد أن أقول لك سيدتي أنه ما شجعني على الكتابة في هذا الموضوع هو ثقتي وإيماني بوفائك، وحرصك وحبك على بقاء بستانك مليئا بالأزهار الملونة والأشجار الزاهية، إضافة لتفانيك في إرضاء زوجك وحب الخير، فالعالم بأسره بخير مادام الرجل بخير. وحسب قول القائل
فرفقا بنا يا معشر النسوان قد أرهقتنا قوة الأزمان حنوا على الرجل الشقي لأجلكن فلقد ذكره الله في القرآن
تحية لكل رجل (الأب…. الأخ… الزوج… الابن…. العم…… الخال…… النسيب …..والصديق الخ)
عبد العالي بن مبارك بطل
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...