ولد الغزواني..الصوفي سليل المشيخة الذي يحكم موريتانيا (بورتريه)

قبل أن يجلس على كرسي الحكم أزاح، وهو الضابط العسكري الذي يحمل أرفع الرتب في تاريخ الجيش الموريتاني، نياشين العسكر.

احتكم إلى صناديق الاقتراع، ليقلده الموريتانيون عبء الحكم، وأمانة القيادة الرشيدة للدولة.

***

محمد ولد الغزواني، رئيس الدولة ليس سوى ابن الشيخ محمد أحمد بن الشيخ الغزواني، سليل واحدة من أكبر المشيخات الصوفية في موريتانيا.

سليل الطريقة الغظفية التي أخذت تسميتها من سيدنا الشيخ محمد الاغظف بن حمى الله بن سالم.

عرفت الطريقة الغظفية بالزهد في السلطة والمناصب والبعد عن مغريات الدنيا، وكذلك السيد الرئيس ولد الغزواني.

يسير الرئيس المنتخب نحو التنفيذ الأمثل لبرنامج انتخابي حافل. تعهد السيد ولد الغزواني بالعمل على إيجاد مناخ سياسي هادئ، وبناء مؤسسات قوية، وتعزيز مكافحة الرشوة وسوء الإدارة، وبتحويل اقتصاد موريتانيا إلى اقتصاد منتج ومتنوع يوفر مزيدا من فرص العمل والقيمة المضافة، وتطوير البنية التحتية الداعمة للنمو. وبجعل القطاع الخاص تنافسيًا ومحركًا للاقتصاد، وأن تكون المدن الموريتانية منتجة. وكذلك كان.

 تسير الأمور، في موريتانيا من حسن إلى أحسن، كما يقول أهلها، وليس نحن.

***

ولد الرئيس الموريتاني المنتخب سنة 1956 في مدينة بومديد بمحافظة لعصابة في الشرق الموريتاني.

والده أحد الشخصيات الدينية الرفيعة بموريتانيا. أما الشجرة فهي من قبيلة إديبسات التي يقول أبناؤها إن أصولهم تعود إلى الخزرج من الأنصار بالمدينة المنورة.

ولقبيلة الرئيس انتشار واسع في مختلف مناطق موريتانيا، وتعتبر من أكثر القبائل الموريتانية إنتاجية وممارسة للتجارة. إضافة إلى الوظيفة الدينية باعتبارها إحدى قبائل الزوايا، ينضاف إلى ذلك الشخصية المرنة الصبورة التي عرف بها أغلب أبناء القبيلة، ورغم ذلك ظل حضور قبيلة الرئيس الجديد ضعيفا جدا في أجهزة السلطة ودوائرها المختلفة.

أنعم الله علي السيد ولد الشيخ الغزواني بنعمة حفظ القرآن الكريم وهو في السنة الخامسة من المدرسة الابتدائية، وبعد حصوله على شهادة البكالوريا، انخرط في القوات المسلحة.

تلقى التكوين الأساسي للطلبة الضباط في الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس.

***

بدأ حياته العسكرية قائد فصيل، لكن تمت ترقيته سريعا لرتبة ملازم، كان ذلك في الأول من يوليوز 1981.

بعد ذلك تدرج بشكل طبيعي في مختلف الرتب العسكرية لتتم ترقيته إلى رتبة لواء فاتح أبريل 2008 ثم إلى رتبة فريق في الأول من يناير 2012.

يحسب للجنرال ولد الغزواني أنه نجح في ترك بصمته على الجيش الموريتاني الذي نجح في إبعاد شبح الإرهاب الذي ضرب العاصمة نواكشوط أكثر من مرة.

كما يحسب للرئيس التاسع في المسيرة السياسية لدولة موريتانيا المعاصرة، أنه أول رئيس قادم من المؤسسة العسكرية يصل الحكم في موريتانيا عبر صناديق الاقتراع.

رئيس نجح في إرساء بداية مرحلة جديدة يتطلع الأشقاء في موريتانيا أن تستمر وتتطور.