بني ملال.. جريدة ملفات تادلة تحيي الذكرى 3 لوفاة مؤسسها محمد نجيب الحجام

اختتمت أمس السبت، فعاليات أيام نظمتها مؤسسة جريدة ملفات تادلة، بمناسبة الذكرى الثالثة لوفاة فقيد الصحافة المغربية محمد نجيب الحجام، وذلك تحت شعار ”يوم الوفاء” بمقر الغرفة الجهوية للفلاحة ببني ملال.

وقد عرفت هذه الأيام حضورا لرفاق وأصدقاء الفقيد الحجام الذين حجوا من مدن مختلفة للتعبير عن وفائهم للفقيد، ولملفات تادلة كجريدة جهوية رائدة محليا ووطنيا، حيث ظلت صوتا معبرا عن هموم وانشغالات ساكنة مجال تادلا بالأساس منذ تأسيسيها سنة 1991.

من جهتهم، استحضر الحضور عطاء الفقيد محمد نجيب الحجام النضالي، والسياسي والفكري والإعلامي منذ شبابه مرورا بنضاله السياسي خلال السبعينيات من القرن الماضي في الشبيبة الاتحادية ثم في إطار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بجامعة ظهر المهراز بفاس، واعتقاله نتيجة لنضاله السياسي، وصولا إلى تأسيسه لجريدة ملفات تادلة.

وأشاد رفاق وأصدقاء محمد نجيب الحجام في كلمات لهم، والتي تلتها نعيمة وهلي بالدور الهام الذي لعبه الراحل على مستوى جهة بني ملال خنيفرة من خلال منبر ملفات تادلة، والذي جعله منصة وصوتا لكل من لا صوت لهم عبر تفاعله مع نبض فئات المجتمع المغربي بهذه الربوع، وقضايا حقوق الإنسان بالجهة، على وجه الخصوص.

وأشارت وهلي، إلى ما آلت إليه أوضاع الصحافة اليوم، بالقول “ولو رفع الحجام رأسه وأطل من قبره ورأى جرائدنا، موقعنا، صحافيينا لرجع إلى عالم الصفاء غير آسف إلا على فراق الأحبة”، مبرزة أن افتتاحيات محمد الحجام كانت تسجل عدة “لاءات”، وأنه لا تقدم دون حرية ولا نهضة من غير ديمقراطية، ولا حياة كريمة دون مساواة وعدالة اجتماعية، وأن الحجام كان يناضل ضد الأفكار العقيمة التي لا تنتصر للعقل ولا تستند إلى منطق.

وتطرقت وهلي في كلمتها، شذرات من حياة الراحل محمد نجيب الحجام وصوته الجهوري، وهو بحلقيات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بفاس، وكذا نقاشاته وسجالاته الجماهيرية، ونكرانه للذات وتدبيره للاختلاف مع الخصوم، وانخراطه الميداني في كافة المعارك التي خاضها رفقة رفاقه ورفيقاته بكليات فاس خلال الثمانينات من القرن الماضي.

من جانبه، عبر يونس مجاهد رئيس المجلس الوطني للصحافة، عن تأثر كل أعضاء المجلس بفقدان محمد نجيب الحجام مؤسس جريدة ملفات تادلة، مشيرا إلى أنه عرفه في ساحة النضال قبل أن يعرفه بالمجلس الوطني، وانه تقاسم معه لحظات من الفعل السياسي والنضالي، وأيضا من خلال ممارس الصحافة.

وأبرز مجاهد، في ذات الكلمة، أنهم كانوا يرون في جريدة ملفات تادلة مغامرة نضالية، ولكنها فكرة هائلة ونبيلة، انطلق فيها محمد الحجام من روح المناضل، وهي أنه لابد أن تكون لكل منطقة دفاتر خاصة تتحدث عن مشاكل التي تعاني منها هذه الجهات، وتقوم بها لصحافة القرب، وتشتغل بنضالية، للدفاع عن حياة الناس وعن كل القضايا المطروحة على صعيد الجهة.

وأكد مجاهد، أن الراحل محمد الحجام، كان يواظب على الحضور في مختلف أشغال المجلس الوطني، وكان دائما يأتي بأفكار ومشاريع وبمساهمات تغني النقاشات بالمجلس، وهذا راجع، يقول مجاهد، إلى كفاءة محمد الحجام، وثقافته ومستواه الفكري والسياسي.

ويشار إلى أن هذا الحفل عرف تقديم جوائز تقديرية لفائدة مجموعة من التلاميذ الذين فازوا في مسابقة أحسن مقال صحفي للأطفال تشجيعا من المنظمين لهم، فضلا عن تقديم شواهد تقديرية على عدد من الحاضرين من قراء وأصدقاء ملفات تادلة.