ياسر بن عثمان الرميان.. رائد قطاع المال والاستثمار بالمملكة العربية السعودية

قال المؤلف والشاعر الانجليزي، أوسكار وايلد أنه “يستطيع أي شخص صنع التاريخ، لكن الرجل العظيم هو من يكتبه”، هي مقولة تاريخية بات من باب الإعجاز تحقيقها على أرض واقعنا اليوم، لكنها ليست مستحيلة على ياسر بن عثمان الرميان، رائد قطاع المال والاستثمار في المملكة العربية السعودية.

فهو الرجل الذي قاد ثورة هائلة في مجال إدارة كبريات الشركات والمؤسسات المهمة بالمملكة، والمسؤول الذي حقق لم يحققه غير في مجال المال والرياضة وغيرها من القطاعات الأخرى.

بداية حافلة بالنجاحات

ولد ياسر بن عثمان الرميان، في 20 فبراير 1970، وحصل على بكالوريوس في المحاسبة من جامعة الملك فيصل عام 1993م، وشهادة برنامج الإدارة العامة من كلية هارڤارد للأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية.

بدايته الدراسية والمتفوقة والمهنية الناجحة، تكللت بحصوله على المرتبة السادسة من بين أكثر المستثمرين التنفيذيين تأثيرًا في عام 2018 على مستوى العالم، من قبل معهد صندوق الثروة السيادية، كما حصل على المرتبة الثالثة من بين أهم المستثمرين للعام 2017 من مجلة فوربس الشرق الأوسط.

نجاحاته لم تتوقف عند هذا الحد، بل الأرقام التي تحققها الشركات والمؤسسات التي يديرها، تكشف مدى كفاءة هذا الرجل الذي بات يمتلك خبرات وتجارب واسعة يتهاتف عليها كل من يريد النجاح في استثماراته.

خبرة 25 عاما

حصيلة خبرة “الرميان” الكبيرة، في مجال الإدارة والأعمال والاستثمار، تضمّ أكثر من 25 عامًا تنقّل فيها بين محطات على درجة عالية من الأهمية ومنها هيئات مالية كبرى؛ ومن ذلك: مدير إدارة الوساطة الدولية في البنك الهولندي 1999 – 2004م، عضو الفريق المؤسس لهيئة السوق المالية، رئيس قسم الأوراق المالية في هيئة السوق المالية، مدير إدارة تمويل الشركات في هيئة السوق المالية، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس الإدارة في السعودي الفرنسي كابيتال 2011 – 2015م، وفي عام 2019 تم تعيينه رئيسًا لمجلس إدارة أرامكو السعودية للإشراف على أكبر عملية طرح للأسهم في العالم.

أما المناصب التي يشغلها حاليًّا فهي عديدة؛ ومنها: محافظ صندوق الاستثمارات العامة، ومستشار في “الأمانة العامة لمجلس الوزراء” بمرتبة وزير، ورئيسًا لمجلس إدارة “مركز دعم اتخاذ القرار في الديوان الملكي، ورئيسًا لمجلس إدارة “شركة أرامكو”، ورئيسًا لمجلس إدارة “معادن”، ورئيسًا لمجلس إدارة “طيران الرياض”، ونائبًا لرئيس مجلس إدارة روشن، ورئيسًا غير تنفيذي لمجلس إدارة نيوكاسل، ورئيسًا لمجلس PGA للجولف، ورئيسًا للاتحاد السعودي للجولف، ورئيسًا للجنة استثمارات الشركات الكبرى في برنامج “شريك”، ورئيسًا لمجالس إدارات “نون” و”سنابل” للاستثمار، وعضوًا في مجلس إدارة “نيوم” و”البحر الأحمر للتطوير”، وعضو مجلس إدارة القدية للاستثمار.

إسهامات كبيرة في القطاعات الحكومية

كان لياسر الرميان الفضل في التغييرات التي شهدتها مجالات الأعمال والصناعات في المملكة العربية السعودية، وذلك من خلال عمله في أكثر القطاعات اهتمامًا بالمجال.

فقد عمل الرجل على تطوير الاقتصاد المستدام في المملكة، وأسهمت جهوده في وصول صندوق الاستثمارات العامة لمراحل متقدمة عالميًّا في مجال الأعمال وتوفير الفرص الوظيفية للسعوديين في مختلف القطاعات المعنية بالوظائف والأعمال.

واختير الرميان رئيسًا لمجلس مركز دعم القرار في الديوان الملكي السعودي خلال تأسيسه من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ثم أُعيد تشكيل صندوق الاستثمارات العامة، وعُيّن الرميان عضوًا في مجلس إدارة الصندوق، ليتم تعيينه لاحقًا رئيسًا تنفيذيًّا للصندوق، ثم مشرفًا عامًّا على الصندوق.

كما شكّل الرميان فريق عمل صندوق الاستثمارات العامة بدايةً من 4 موظفين، وكان مقر العمل في مبنى مكون من دور في وزارة المالية، وبعد ذلك توسع مقر العمل ليشغل مبنيين في المدينة الرقمية، كما تزايد عدد الموظفين إلى نحو 2000 موظف، يعملون في صندوق الاستثمارات العامة، حيث يعقد الصندوق بشكل أسبوعي اجتماعًا لمجلس الإدارة.

ويُمثّل برنامج صندوق الاستثمارات العامة، أحد البرامج الأساسية لرؤية السعودية 2030، والمحرك الرئيس لنمو الاقتصاد السعودي وازدهاره وتنوعه، فهو يعمل على رفع جودة الحياة، وتعزيز الاستدامة الاقتصادية والاستثمارية عبر أهداف عدة، هي: الاهتمام بإطلاق قطاعات محلية واعدة، وتنمية وتطوير المشاريع العقارية المحلية، إضافة إلى دعم المشاريع الكبرى، والعمل على رفع حجم الأصول العالمية للصندوق وتنويعها.

كما تمكّن صندوق الاستثمارات العامة من خلال إعادة تشكيل إدارة الصندوق وإعادة تشكيل الاستراتيجية بالكامل منذ أن أُطلق في عام 1438هـ/2017م، من تحقيق مستهدفات ومنجزات الصندوق، كارتفاع حجم الأصول مع زيادة العائد الإجمالي للمساهمين، وإنشاء شركات محلية في مجالات متباينة، وإطلاق عدة مشاريع وطنية كبرى، أسهمت بدورها في استحداث نحو نصف مليون وظيفة، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، إضافة إلى مشاركة الصندوق في زيادة الناتج المحلي غير النفطي.

الرميان.. عراب الكولف بالسعودية

يعتبر الكثير من السعوديين، رئيس اتحاد الجولف المستشار ياسر بن عثمان الرميان، بمثابة عراب رياضة الكولف بالمملكة العربية السعودية، لاعتباره من الأشخاص الذين اكتشفوا في رياضة الجولف كل الصفات، الأمر الذي رشحه من قبل مسيري الرياضة ليكون رئيسًا لاتحادها رغم أنه يشغل منصبًا كبيرًا وحساسًا، بإشرافه على صندوق الاستثمارات العامة، ليزاوج -من منظار الخبير- الجانب الاستثماري الكبير الذي تدره كشأن سياحي استثماري سعودي مستقبلي، وكلعبة عالمية ترفيهية، والاستشهاد قائم وملموس بما هي عليه.

وقد استقى المستشار “الرميان” التوجه الاستثماري والرقي التنظيمي للأحداث التنموية والرياضية من النموذج السعودي للفكر المتطور المتطلع نحو الأفضل المتمثل بالأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، عرّاب وراعي رؤية السعودية 2030 التي ستجعل من السعودية مقصدًا استثماريًا وتنمويًا ورياضيًا متفوقًا ومتقدمًا.

وما يدعم ذلك ينطلق من الدراسات الموثقة والإحصاءات المتخصصة في المجال السياحي على اهتمام السياح العرب والأجانب عموماً بالخدمات السياحية المرتبطة برياضة الجولف كصناعة ترفيهية ورياضية، الأمر الذي يعززه إعلان المستشار ياسر الرميان عن استضافة المملكة للجولات الأوروبية لمحترفي الغولف.

الرجل الذي جعل الجماهير الانجليزية ترتدي الزي السعودي

لن ينسى أحد من جماهير كرة القدم العالمية، المشهد الذي عاشته مدرجات ستاد “سانت جيمس بارك”، ضمن منافسات الجولة الثامنة من عمر مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز “بريميرليج” بالموسم الجارى 2021-2022، وذلك حين ارتدت جماهير فريق نيوكاسل يونايتد الزى الخليجى خلال مواجهة الفريق أمام ضيفه توتنهام هوتسبير، مباشرة عقب قيام صندوق الاستثمار السعودي رسميا بالاستحواذ على النادى الإنجليزى.

واحتشدت جماهير نيوكاسل لدعم فريقها خلال المواجهة الصعبة، وقامت بارتداء الزى الخليجى وأيضًا رفعت علم السعودية، وهو المشهد الذي سيبقى خالدا في ذكراة كرة القدم الانجليزية، بفضل ياسر بن عثمان الرميان.

وكانت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز أعلنت أواخر سنة 2021، وفي عز الأزمة التي يعيشها العالم بسبب جائحة كورونا، أنه تمت عملية البيع الفوري لأسهم المالك السابق، بعد الاستحواذ عليها من قبل الصندوق السعودي.

وجاء استحواذ صندوق الاستثمار السعودي على نادي نيوكاسل بنسبة أسهم 100%.

وأضاف بيان حول هذا الشأن: “كما تلقى الدوري الإنجليزي الممتاز الآن تأكيدات ملزمة قانونًا بأن المملكة العربية السعودية لن تسيطر على نادي نيوكاسل يونايتد، وأن النادي سيكون تحت سيطرة صندوق الإستثمارات”.

واختتم البيان: “يسعد جميع الأطراف أن تكون قد اختتمت هذه العملية التي تعطي اليقين والوضوح لنادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم ومشجعيهم”.