اضطرت نحو 24 بالمائة من دور النشر على المستوى العربي للإغلاق التام، في ظل جائحة انتشار فيروس “كورونا”، وأوقفت 76 بالمائة نشاطها كليا أو جزئيا، كما أن إنتاج دور النشر العاملة تراجع ما بين 50 و75 بالمائة وتراجع حجم مبيعاتها بنحو 75 بالمائة.
وقال محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، إن دور النشر على المستوى العربي وجدت أمامها “صناعة ضعيفة لم تقو على الصمود والمواجهة وبالكاد حاليا تقاوم من أجل البقاء”، لقد أتت على البقية الباقية من هذه الصناعة لأنها هشة تتأثر بأي تغيرات تحدث حولها، حسب رئيس اتحاد الناشرين العرب، مؤكدا على أن صناعة النشر كانت تعاني من عدة أزمات ومشاكل قبل جائحة كورونا، أبرزها انتشار الأمية وانتهاك حقوق الملكية الفكرية والقرصنة والتزوير وتراجع عادات القراءة لدى المتعلمين، والآن جاءت أزمة كورونا لتعمق من هذه الأزمة وتأتي على البقية الباقية من صناعة النشر الهشة أصلا.
واستعرض رئيس اتحاد الناشرين العرب مشاكل ذاتية وأخرى موضوعية، تواجه دور النشر من بينها مشاكل تتعلق بالقرصنة والتزوير، وارتفاع الرسوم الجمركية على مستلزمات الكتاب في العالم العربي علما أن العالم العربي ليس منتجا لهذه المستلزمات، وهناك كذلك ارتفاع تكاليف الإعلانات وعدم وجود خطوط منتظمة للشحن، مستدركا بقوله: ” قطاع النشر ازدهر فعلا في عقود الستينيات والسبعينيات واستمر كذلك حتى متم القرن الماضي، وخلال السنوات الماضية حدث ما يعرف بـ “الربيع العربي” الذي كان له كذلك دور كبير في تراجع الإقبال على الكتاب وتراجع عدد الكتب التي تنتج في العالم العربي، حيث اضطرت مجموعة من دور النشر للاتجاه لأعمال وأنشطة أخرى غير النشر الذي لم يعد مجديا نتيجة الحروب والهيمنة والتفتيت الذي يمر به العالم العربي.
وقال رئيس اتحاد الناشرين العرب إن اتحاد الناشرين العرب، عقب الإغلاق الناتج عن تفشي الفيروس، بادر إلى مخاطبة قادة الدول العربية للتدخل من أجل إنقاذ هذا القطاع، خصوصا وأن الحكومات رصدت مبالغ مهمة لإنعاش مختلف شرايين الاقتصاد التي تضررت من الجائحة، وكان مقترحنا أن تقوم وزارتي الثقافة والتربية الوطنية بمختلف الدول باقتناء كتب من الناشرين لفائدة المكتبات المدرسية والجامعية ودور الثقافة والخزانات والمكتبات العامة والمعاهد. لكن للأسف هذه الخطوة لم تلق صدى إلا في دول قليلة في مقدمتها المغرب الذي قدم دعما مهما للناشرين وخصص ميزانية لاقتناء وشراء كتب من منهم. واستنتج محمد رشاد أن معارض الكتب التي كانت متنفسا حقيقا للناشرين، لم يعد ممكنا إقامتها بشكلها التقليدي لدواع صحية، لذلك يتم التفكير حاليا في تنظيم معارض افتراضية ، لكن من دون دعم الحكومات لن نصل إلى نتيجة. معارض الكتاب تشكل 55 بالمائة من الإيرادات السنوية لمعظم دور النشر العربية وحرمان الناشر من هذه المعارض أمر كارثي بكل المق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...