في منطقة مورفان في وسط فرنسا الشرقي، تقوم واحدة من كليات العلوم الإسلامية القليلة في البلاد بتدريب رجال دين مسلمين “على الطريقة الفرنسية”، وفق منهج ينوي الرئيس إيمانويل ماكرون تطويره بناء على فكرة أن “الدراسة في فرنسا أساسية لمكافحة التطرف”.
كتب ياسر حوبص على اللوح “حرية التعبير” مشيرا إلى أنها “أهم قاعدة” في المبادئ التي “تحكم المدينة” والتي طلب الأستاذ تعدادها. ويقول ياسر (31 عاما) وهو طالب في السنة الثالثة والأخيرة في الكلية التي تخرج أئمة لوكالة فرانس برس “هنا، ندرس خصوصية فرنسا التي يجب علينا احترامها”. ويتلقى ياسر علومه في المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية المقام في قرية صغيرة تتوسط مراعي الأبقار وغابات الصنوبر، في سان ليجيه دوفوجوريه غير البعيدة عن مورفان.
وترى إيمان (26 عاما)، التي تنوي تدريس العلوم الإسلامية أنه على أي حال “ينبغي ألا يلجأ المرء إلى العنف بسبب رسم كاريكاتوري”. وتضيف الطالبة “لقد تمت إهانة النبي أكثر من مرة، لكنه لم يكن عنيفا قط”. ولم تتردد إيمان، وهي مغربية الأصل “لكن فرنسية”، بين تلقي دروسها “هنا أو هناك”، موضحة “أردت تلقي تعليما فرنسيا في فرنسا لتجنب أي تطرف”.
ويقول المدرس إيدن ضياء الذي يقوم بتدريس مادة “المؤسسات الجمهورية” أنه “لكي يصبح المرء إماما في فرنسا، يتعين عليه معرفة الدستور وحرية التعبير والعلمانية …”.ويؤكد “يتم هنا تدريب أئمة سلام، يدركون أنهم يعيشون هنا”. ويرى عميد المعهد العربي بشري “الإمام الذي سيعمل في فرنسا عليه الدراسة في فرنسا” معتبرا أن الأئمة الأجانب هم من “خارج السرب”. ويضم حوالى 2500 مسجد في فرنسا 300 إمام “معار” من تركيا والمغرب والجزائر. ويقول بشري “حان الوقت لأن يقترح رئيس الجمهورية إطارا رسميا لتدريب الأئمة” متمنيا أن يكون معهده من ضمن المعاهد التي ستحصل على ترخيص. ومن أجل ذلك، يؤكد العميد على “استقلالية” المعهد.
ويمول المعهد نفسه بنسبة 80 إلى 85 بالمائة، بالإضافة إلى تبرعات يتلقاها من مساجد. ويوافق العميد على تلقي الإعانات من الخارج، خصوصا من دول الخليج، ولكنها مخصصة “فقط” لمشاريع البناء و”إن لم تكن مشروطة بمراقبة البرنامج”. ويؤكد بشري “نحن لا نخوض في السياسة”. ويقر بأن معهده تأسس في العام 1992 بمبادرة من اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا. والاتحاد هذا الذي غير اسمه إلى “مسلمو فرنسا”، منبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، التي صنفتها السعودية ضمن لائحة “الإرهاب”.
ويؤكد بشري “لا وجود للإخوان المسلمين هنا”، موضحا: “نطلب من مدرسينا تزويدنا بتوصية من مؤسسة معترف بها كمسجد أو اتحاد.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...