اللواء الأول للمشاة المظليين: ارتقاء النساء خيار لا رجعة فيه

ترتقي النساء المظليات، بقوة ومنذ سنوات، في صفوف القوات المسلحة الملكية، ففرضن بذلك احتراما ونلن اعترافا داخل وحدة للنخبة، معروفة بتقاليدها العسكرية العريقة.

بسلا، يجسد اللواء الأول للمشاة المظليين، بجلاء، هذا الارتقاء الذي أضحى خيارا لا رجعة فيه بالنسبة للنساء المظليات المغربيات، اللائي ما فتئن يبرهن عن قدراتهن المتميزة سواء خلال التداريب الدورية أو المنافسات على الصعيد الدولي.

الخيط الناظم الذي يربط بين مختلف الأنشطة اليومية، التي تشمل التدريب البدني والحصص النظرية، يتمثل في سعي هؤلاء النساء العسكريات الدائم لتحقيق التميز والعمل الدؤوب من أجل إثبات استحقاقهن لما وصلن إليه.

إحدى هذه الحصص التدريبية تجري، على الخصوص، داخل بناية تحتضن فضاء مجهزا لمحاكاة عملية السقوط الحر، وهو عبارة عن قناة هوائية عمودية تسمح بتجربة الطيران في حالة سقوط حر دون مظلة، وذلك من خلال قوة ضغط تجعل الهواء يتدفق بشكل عمودي.

على ارتفاع ثمانية أمتار، يتم استخدام جهاز المحاكاة لتجريب التقنيات والأساليب الجوية وكيفية التعامل معها. ولولوج هذا الجهاز، يتعين إجباريا على المتدرب ارتداء بذلة من قطعة واحدة وخوذة صلبة.

بموقع اللواء الأول للمشاة المظليين، الذي دأب على فتح أبوابه لوسائل الإعلام بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة (8 مارس)، تتذكر الملازم إكرام نوفل التي تشرف على تدريب أفراد المنتخبين الوطنيين للمظليين للإناث والذكور على حد سواء، بكل فخر، النتائج المشرفة التي حققتها النساء المظليات في مختلف المسابقات.

فقد ظفرت المظليات بالمرتبة الأولى خلال بطولة العالم بالصين سنة 2019، متفوقات على فرق ذات شهرة عالمية. كما حصلن، سنتين بعد ذلك، على ميداليتين برونزيتين في بطولة العالم العسكرية الـ44 للقفز المظلي بقطر سنة 2021.

“كل هذه النتائج المشرفة التي تحققت”، تضيف المتحدثة، يجب أن يواكبها فضاء عصري للتداريب، وهذا ما عملت القوات المسلحة الملكية على توفيره من خلال إنشاء هذا الفضاء لمحاكاة تجربة السقوط الحر لتدريب جميع المظليين، إناث ا وذكورا .

منذ تخرجها سنة 2018، أصبحت الملازم إكرام نوفل مسؤولة عن تدريب المظليين الشباب على كيفية القفز بالمظلات وتلقينهم مبادئ التوازن أثناء السقوط الحر في ظروف تحاكي الواقع، كما تشارك في تدريب المنتخبين الوطنيين للمظليات والمظليين، من أجل تحسين إنجازاتهم ومساعدتهم على حصد المزيد من الألقاب في مختلف المسابقات.

من جهتها، قالت مريم الناصري، طالبة ضابط صف في اللواء الأول للمشاة المظليين، إنها التحقت بمركز تدريب القوات المحمولة جو ا، حيث تابعت العديد من الدورات التدريبية بهدف الاندماج في سلك المظليين، مؤكدة أنها تتدرب، رفقة زميلاتها، من خلال جهاز المحاكاة، بهدف ضمان الاستعداد على المستويات التقنية والنفسية والجسدية للقفز من الطائرات، وكسب رهان الانضمام إلى المنتخب الوطني للمظليات.

بدورها، أكدت الرقيب أول، رجاء باروش، عضو المنتخب الوطني للمظليات، أن اندماجها داخل المنتخب يعد ثمرة مجهودات كبيرة تخللها النجاح في العديد من التجارب والاختبارات. وقالت، في هذا الصدد، “آخر مشاركة لي تعود إلى بطولة العالم بقطر سنة 2021 حيث فزنا بميداليتين برونزيتين”، موضحة أنها المرة الثالثة على التوالي التي يصعد فيها المنتخب الوطني للسيدات إلى منصة التتويج.

خلف كل هذه النجاحات، تقف خلية مكلفة بصيانة وإصلاح المظلات تعمل بجهد من أجل ضمان تشغيلها بشكل جيد. فهؤلاء الرياضيات من مستوى عال في حاجة إلى معدات جيدة وفي حالة ممتازة. هكذا، يكتسي طي ومراقبة المظلات أهمية قصوى من أجل ضمن حسن اشتغال هذه الوحدة.

في هذا الإطار، تؤكد العريف أميمة حاجب، التي تعمل في وحدة متخصصة في طي المظلات، أن “مهمتنا تتمثل في إجراء معاينة كاملة ودقيقة للمظلات قبل استخدامها، وبعد ذلك طيها من أجل سلامة مستخدميها”.

وفي تصريح مماثل، عبرت العريف سعاد عبد الناصر، التي تعمل في الخلية ذاتها، “عن سعادتها بمسيرتها المهنية منذ ولوجها صفوف القوات المسلحة الملكية سنة 2020″، مضيفة بالقول “بعد عام ونصف من التدريب والدراسة تمكنت من الانضمام الى هذه الخلية”.

وتوضح أن وظيفتها اليومية تتمثل في معاينة وضعية المظلات، وإصلاحها بعين المكان على الفور إذا تطلب الأمر ذلك حسب المعايير المتعارف عليها. غير أن طموح هذه الشابة لا يقف عند هذا الحد، بل تحلم أن تصبح يوما ما بطلة للعالم، سيرا على خطى رفيقاتها في اللواء الأول للمشاة المظليين.

ومن أجل تحقيق هذا الحلم، تتابع دورات مكثفة في التدريب على السقوط الحر، لتجسد بذلك، نموذجا لارتقاء النساء الذي أضحى خيارا لا رجعة فيه.