ولي العهد في خدمة الحجاج

لاقى جواب ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان على شخص دعا له بالأجر على خدمة الحجاج تفاعلا واسعا، خصوصا على مواقع التواصل حيث تم تداوله بشكل واسع، بينما أبدى كثيرون إعجابهم عبارات الدعاء والثناء.
وخاطب أحدهم ولي العهد السعودي مراسم استقبال ولي العهد السعودي لكبار الشخصيات من المهنئين بحلول عيد الأضحى، قائلا: “الأعداد (الحجاج) مضاعفة في الحرمين الله لا يحرمكم الأجر..” فرد محمد بن سلمان “الحمد لله الحمد لله، واجبنا خدمتهم.. جهد الجميع في هذا البلد. ان شاء الله الأجر لكل أهل هذا البلد..”
و شكر الأمير “الجهود المباركة لأجهزة الدولة والأعمال المتواصلة لخدمة حجاج بيت الله الحرام، والسهر على راحتهم، والحفاظ على أمنهم”. وقال: “التضحيات الكبيرة وأعمال الشرف والبطولات التي تقومون بها، حفاظًا على أمن بلادكم، ومقدساتها نهجٌ سار عليه أبناء هذه البلاد منذ تأسيسها، ولن يتوانوا عن حماية أمنها وصون استقرارها وحفظ مقدراتها. وهذه الجهود محل فخرنا واعتزازنا، وسنواصل – بحول الله – بذل الجهود وتسخير الإمكانيات، لتيسير أداء الحج كل عام إلى ما لا نهاية”.
وسخرت السعودية، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، إمكاناتها وقدراتها المادية والبشرية لعودة أعداد الحجاج إلى ما قبل جائحة كورونا، والعمل على أن يؤدوا فريضة الحج بكل طمأنينة.
ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حل ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الثلاثاءالماضي، إلى منى ليشرف على راحة حجاج بيت الله الحرام وما يقدم لهم من خدمات وتسهيلات ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان.
واستمراراً لنهجه السنوي، وجّه خادم الحرمين الشريفين بأن يتم تيسير أداء فريضة الحج لعدد من الحجاج في دول العالم كافة، خصوصاً المسلمين الذين قدموا لأوطانهم خدمات جليلة، أو الذين لم تسعفهم الظروف المادية أن يؤدوا فريضة الحج، واستضافتهم على نفقة المملكة.
ويمثل استقبال المملكة حجاج بيت الله الحرام بهذا العدد إنجازا تاريخياً، نظراً إلى ما شهده العالم من تحديات على مختلف الأصعدة بسبب جائحة كورونا، وتعمل المملكة على زيادة العدد تدريجياً خلال الأعوام الأربعة المقبلة.

تنظيم محكم

وأعلنت المملكة العربية السعودية نجاح خطة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، لاستقبال حجاج بيت الله الحرام.
وطيلة أيام الحج نجحت المملكة في تنظيم حركة الحجاج بشكل محكم وانسيابي في المسجد الحرام.
ورصد موقع “الأنباء تي في” أعدادا غفيرة من الحجاج الذين يتم توجيههم من قبل رجال الأمن والمسؤولين عن إدارة الحشود، لتفادي حدوث أي ازدحام.
ووضعت المملكة خططا استباقية تحسبا لأي طارئ مهما كان بسيطا. هكذا وجد الحجاج خدمات طبية، إلى جانب انتشار نقاط كثيرة لماء زمزم.
ولأن بين الحجاج من هم من ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد تم تخصيص مسار محدد لتيسير تنقلاتهم في أثناء سعيهم بين الصفا والمروة، والحيلولة دون حدوث أي تعطيل لحركة الحجاج الآخرين.

تطبيقات ذكية

ويتميز حج هذا العام بعودة الأمور إلى وضعها الطبيعي، بعد التغييرات التي كانت صاحبت جائحة كورونا.
وحج هذا العام نحو 2مليون حاج، ثمانون بالمائة منهم من خارج السعودية. وإضافة إلى رفع القيود عن شرط المحرم للمرأة، وكذلك شرط العمر فيما يخص حجاج الخارج، فقد تم إطلاق منصة نسك حج، والتي تمكن حجاج 67 دولة من أوروبا والأمريكيتين وأستراليا، من التقديم على الحج عبر المنصة الحكومية الموحدة “نسك حج” لتسهيل إجراءات قدوم ضيوف الرحمن لأداء نسك الحج للعام الحالي 2023، ورفع جودة الخدمات المقدمة لهم بهدف إثراء تجربتهم الدينية والثقافية، تحقيقًا لمستهدفات برامج رؤية السعودية 2030.
وكذلك تم إطلاق برنامج الإبداع وريادة الأعمال، ويهدف إلى اختبار وتطوير المنتجات الإبداعية والابتكارية لسفراء الإبداع من خلال موسم الحج الجاري.

قطار الحرمين

تعمل المملكة العربية السعودية على تنفيذ الأعمال التطويرية المستمرة في البنية التحتية والتنظيمية للمشاعر المقدسة والحرمين الشريفين.
وضمن أكبر الأعمال التنموية على مستوى العالم، تمت توسعة الحرم المكي بتكلفة تجاوزت 200 مليار ريال سعودي، كأكبر بناء في التاريخ.
وعملت المملكة العربية السعودية، على تنفيذ مجموعة من حزم المبادرات النوعية التي ساهمت في إتاحة الفرصة لأكبر عدد من المسلمين من بقاع العالم لتأدية مناسك الحج والعمرة، وإضفاء تجربة إيمانية لهم، وكذلك تخفيض التكلفة النهائية على الحاج والمعتمر، ومنها:
فتح المنافسة بين شركات مقدمي خدمات الحج، ما ساهم في تخفيض التكلفة على الحجاج، ورفع مستوى كفاءة الخدمة المقدمة لهم وفق أعلى مستوى للجودة.
وتخفيض مبلغ التأمين للمعتمرين بنسبة 63% وللحجاج بنسبة 73% مع المحافظة على استدامة الخدمات الصحية المتميزة لهم.

الذكاء الاصطناعي
ومن أجل تقديم خدمات مميزة للحجاج أثناء تم تسخير الذكاء الاصطناعي -على سبيل المثال لا الحصر- في طواف الإفاضة من خلال مساندة مهمات التعقيم بالمسجد الحرام، إذ يعمل 11 روبوتا لـ8 ساعات آليا على التطهير وفق خريطة أعدت مسبقا للمكان. كذلك تم توفير جهاز روبوت “بايوكير” للتعقيم بالبخار الجاف للهواء والأسطح، بمعدل 1000 متر مربع في الساعة.
هناك أيضا 20 جهاز “تعقيم ضبابي” لتطهير الأماكن التي يصعب الوصول إليها مثل الأسقف.
وتنا هيئة المصليات وتجهيزها بخدمات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة كالقلم القارئ ومصاحف “برايل”. كما تم توفير 600 جهاز آلي لتعقيم الأيدي تعمل بميزة عدم التلامس.
ووضعت رهن إشارة الحجاج 9000 عربة عادية وكهربائية، متصلة وتشغّل بتطبيق “تنقل” لتكثيف عمليات التعقيم، وتنظيم مهام دافعي العربات.
ويقوم المشرفون بمراقبة 4000 عامل لغسل المسجد الحرام 10 مرات يوميا.

اختبارات على مدار الساعة

من جهة أخرى تم تجهيز 7000 عبوة ماء زمزم وتوزيعها من خلال 800 عامل على المصلين في المسجد الحرام.
وعلى مدار الساعة كانت هناك اختبارات للتأكد من جهوزية أنظمة الصوت بالمسجد الحرام والطاقة وإنذار الحريق ووحدات التكييف، وقياس الحرارة في المصليات للتأكد من كفاءة التبريد ومدى التناسب مع درجات الحرارة الخارجية.