تابعونا على:
شريط الأخبار
بنسعيد يوقع اتفاقية شراكة في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية برلماني يطالب الحكومة بالتمكين الاقتصادي لشباب السمارة المغرب يخلد الذكرى 69 لتأسيس القوات المسلحة الملكية بحضور بن سلمان وترامب.. انطلاق منتدى الاستثمار السعودي-الأمريكي طلبة الإجازة في التربية يلوّحون بالتصعيد 6 لاعبين يجرون المغرب التطواني للنزاعات بمناسبة ذكرى التأسيس.. مباراة استعراضية لقدماء الوداد كانت مخبأة تحت ملابسهم.. المخدرات تقود لاعتقال 3 أشخاص بميناء سبتة وزارة النقل تسحب مؤقتا رخص شركات مناطيد سياحية بمراكش وهبي للأغلبية: أنا ديمقراطي والي عطيتو للمعارضة عطيتو ليكم تا نتوما العلوي: الوزارة وفرت 16.2 مليار درهم لفائدة خزينة الدولة مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون جبايات الجماعات الترابية استقالة مفاجئة لرئيس منظمة التجار الأحرار بجهة مراكش بعد نهاية البطولة.. أسبوع راحة للاعبي الوداد فرنسا تتهم دبلوماسيا جزائريا سابقا بإختطاف معارض سياسي “الكوديم” يحدد موعد إجراء جمعه العام غير العادي ساكنة سيدي عثمان تستنكر وضع حاويات النفايات أمام عمارات سكنية نشرة إنذارية.. زخات رعدية قوية مرتقبة في عدة مناطق طنجة.. إجهاض محاولة تهريب 58 كلغ من الشيرا توقيف 3 أشخاص وهبي: مصر منتخب منظم.. وهدفنا بلوغ النهائي

مجتمع

تارودانت: شباب متحمس يبعث الروح في فكرة "الحومة"

24 يوليو 2020 - 13:05

 

 

حسن هرماس

 

لم يكن شباب حي الأندلس، المنغرس في قلب النسيج العمراني العتيق لمدينة تارودانت، وحدهم من تحرك في دواخلهم الإحساس بالمسؤولية، وإعطاء البرهان القاطع على تشبعهم بقيم التحضر والمدنية في أبهى تجلياتها.

فالرجال والنسوة ، بل حتى الأطفال ذكورا وإناثا من ساكنة هذا الحي المعروف في الذاكرة الجماعية لساكنة تارودانت ب” درب إندلس” كلهم انخرطوا في مبادرة جماعية غير مسبوقة ، أعطت لحرمة الحي الذي ينتسبون إليه ذلك البعد الرمزي والقوي لمفهوم “الحومة” في الذاكرة الشعبية المتأصلة في عمق المجتمع المغربي عبر الأجيال.

 

“درب إندلس”

بمبادرة من بعض الشباب الذين ترعرعوا بين أحضان المجتمع المدني الروداني ، تحول “درب إندلس” مؤخرا إلى ورش مفتوح يساهم في أشغال تهيئته وتزيينه ساكنة الحي من مختلف الأعمار، وتحويله من تجمع عمراني يضم مساكن لعائلات يجمع بينها حسن الجوار ، إلى فضاء سكني رحب يأوي أسرة واحدة كبيرة في عدد أفرادها، وقوية من حيث آصرة التضامن الذي يوحد بين أفرادها.

ذلك هو الإحساس الذي يباغت كل زائر لهذا الحي الذي تحول في وقت وجيز إلى فضاء يعج بمختلف مظاهر الجمال والزينة التي تسر الأعين، وتبتهج لها القلوب … جدران أعيدت صباغة جزء منها بتوظيف ألوان زاهية، أحواض من أحجام مختلفة وزعت على أرجاء الحي لتشكل بديلا للمجالات الخضراء، جداريات فنية تجتذب عيون العابرين للحي رسمت بعناية فنية غاية في الدقة بفضل حنكة ثلة من الفنانين الشباب من أبناء تارودانت المنضوين في إطار جمعية “أنامل الخير”.

 

لوحات فنية في كل مكان

البقع الأرضية غير المبنية تحولت إلى فضاء محروس لركن السيارات، سلات جمع القمامة علقت على الجدران بعدد لافت للانتباه وكأنها تثير انتباه المارة وساكنة الحي على حد سواء للإلتزام بعدم إلقاء النفايات في الطريق العام، المحلات غير المستعملة التابعة للمساكن وضعت رهن إشارة ساكنة الحي لاستغلالها في ما يعود بالنفع على الجماعة.

إحدى هذه المحلات تحولت إلى مكتبة للحي، زودها أحد المكتبيين من أبناء مدينة تارودانت بعدد كبير من المؤلفات وقصص الأطفال التي تستهوي كل مساء ثلة من صغيرات وصغار الحي الذين يتناولون البعض من هذه القصص حيث يتبارزون في القراءة ، واستعراض ما اختزنته ذاكراتهم بعد إمضاء من تيسر من الوقت في المطالعة.

في كل مساء يبادر بعض شبان الحي بتعليق بعض اللوحات الفنية في أرجاء الحي، إلى جانب بعض المصنوعات اليدوية التي تأتى الحصول عليها عن طريق إعادة تدوير المواد البلاستيكية، لتدخل في علاقة تكاملية مع أحواض النباتات والجداريات لتشكل بذلك محفزا تلقائيا على الإحساس بالجمال وتذوق تجلياته.

وسط هذه الأجواء المفعمة بالحس الجمالي يفترش شباب الحي الزرابي المزركشة، ويتحلقون حول “صينية” الشاي لاقتسام كؤوس المحبة التي تغنت بها مجموعة “ناس الغيوان” في واحدة من أغانيها الخالدة التي تحمل عنوان “الصينية”.

 

النسوة منخرطات

في كل مساء وبعد غروب الشمس، يتحول جزء من حي “درب إندلس” إلى مرتع يعج بالحركة وبالصياح البريء للصبية والأطفال الذين ينخرطون في لعب جماعي بواسطة الدراجات الهوائية الصغيرة، وغيرها من وسائل اللعب والمتعة الخاصة بالأطفال ، وذلك تحت أنظار ساكنة الحي التي ترعاهم بنظرات تعبر عن السعادة التي تغمرهم وهم يشاهدون فلذات أكبادهم في قمة النشوة والإنشراح.

نساء الحي من أمهات وعازبات أعطين الدليل على المكانة المركزية والرفيعة للمرأة ودورها في بعث الروح في القيم النبيلة المميزة للأوساط الشعبية في المجتمع المغربي، ففي كل مساء ومع اقتراب وقت المغيب يخترن مكانا في عمق الحي لإعداد الحساء، والقهوة “البلدية” المعطرة بالأعشاب الطبية .

أضواء الشموع التي يتم إشعالها يوميا بعد فترة المغيب تضفى جمالا رومنسيا على “درب إندلس” مما يغري المارة بالولوج إلى عمق الحي ، وعندئذ تتلقف الزائر أو الزائرة ابتسامة أحد الساكنة الذي يقدم له كأس شاي، أو فنجان قهوة، أو وجبة حساء لا يملك معها الزائر إلا القبول بهذه الهدية التي تنم عن خلق عال يوقظ في عقل ووجدان الزائر للحي القيم الأصيلة التي جبل عليها المجتمع المغربي منذ أقدم العصور.

تابعوا آخر الأخبار من انباء تيفي على Google News

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

سياسة

وهبي للأغلبية: أنا ديمقراطي والي عطيتو للمعارضة عطيتو ليكم تا نتوما

للمزيد من التفاصيل...

العلوي: الوزارة وفرت 16.2 مليار درهم لفائدة خزينة الدولة

للمزيد من التفاصيل...

أخبار العالم

بحضور بن سلمان وترامب.. انطلاق منتدى الاستثمار السعودي-الأمريكي

للمزيد من التفاصيل...

فرنسا تتهم دبلوماسيا جزائريا سابقا بإختطاف معارض سياسي

للمزيد من التفاصيل...

مال و أعمال

التراب في مواجهة حملات التشويه: نجاح OCP يزعج خصوم الداخل والخارج

للمزيد من التفاصيل...

المغرب يزاحم أوروبا في صناعة السيارات وبروكسل ترفع درجة التأهب

للمزيد من التفاصيل...

أخر المستجدات

بنسعيد يوقع اتفاقية شراكة في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية

للمزيد من التفاصيل...

برلماني يطالب الحكومة بالتمكين الاقتصادي لشباب السمارة

للمزيد من التفاصيل...

المغرب يخلد الذكرى 69 لتأسيس القوات المسلحة الملكية

للمزيد من التفاصيل...

طلبة الإجازة في التربية يلوّحون بالتصعيد

للمزيد من التفاصيل...

6 لاعبين يجرون المغرب التطواني للنزاعات

للمزيد من التفاصيل...

كانت مخبأة تحت ملابسهم.. المخدرات تقود لاعتقال 3 أشخاص بميناء سبتة

للمزيد من التفاصيل...

وزارة النقل تسحب مؤقتا رخص شركات مناطيد سياحية بمراكش

للمزيد من التفاصيل...

وهبي للأغلبية: أنا ديمقراطي والي عطيتو للمعارضة عطيتو ليكم تا نتوما

للمزيد من التفاصيل...