إلى غاية 2011 لم يكن أشد المتفائلين يحلم بمتابعة نجوم الكرة العالمية يتهافتون على الانضمام إلى نادي باري سان جيرمان، وذلك في ظل هيمنة الأندية التقليدية بأوروبا على صفقات النجوم الذين يخلقون الفارق ويساهمون في جلب الاستثمارات، لكن بمجيئ ناصر الخليفي تغيرت الأمور وأضحت فرنسا قبلة لمشاهير الكرة العالمية، بعد تمكنه من التعاقد مع السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والإنجليزي دافيد بيكهام والبرازيلي نيمار داسيلفا، قبل أن يصدم العالم في الصيف الماضي بخطف الجوهرة الأرجنتينية ليونيل ميسي لاعب برشلونة الإسباني. فمن يكون ناصر الخليفي؟ وكيف تمكن من خطف الأنظار من عمالقة رجال الأعمال في المجال الرياضي بأوروبا.
من التنس إلى الكرة
كانت بداية ناصر الخليفي المزداد في 12 نونبر 1973 في المجال الرياضي بممارسة كرة المضرب حيث شارك مع منتخب قطر في كأس ديفيز قبل توليه رئاسة الاتحاد القطري بعد تخرجه من كلية الإدارة والاقتصاد بالدوحة.
وتفوق ناصر الخليفي منذ صغره في الدراسة وهو ما سمح بدراسة الإعلام بعد تخرجه من كلية الدوحة، لتفتح أمامه الأبواب للإلتحاق بمؤسسة قطر للاستثمارات ،بفضل التجربة التي راكمها على المستويين الإداري والرياضي، ليتولى في 2011 رئاسة نادي باري سان جيرمان.
حلم الخليفي
تمكن ناصر الخليفي مباشرة بعد توليه رئاسة نادي باري سان جيرمان من تحقيق حلمه بجمع نجوم الكرة العالمية ضمن فريقه، وهو ما تحقق له من خلال التعاقد مع السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والإنجليزي دافيد بيكهام والأورغوياني إدنسون كافاني ومبابي مقابل 180 مليون يورو. إضافة إلى صفقة النجم البرازيلي نايمار داسيلفا التي تعتبر الأغلى في تاريخ الكرة العالمية بعدما وصلت قيمتها إلى 222 مليون يورو، وهو ما سمح لفريقه ببسط سيطرته على الكرة الفرنسية من خلال فوزه ب13 لقبا للبطولة الفرنسية لكرة القدم وثمانية لفرع كرة اليد، إلى جانب نهائي دوري أبطال أوروبا الذي خسره صد بايرن ميونيخ.
نجاح رياضي وإداري
يعتبر ناصر الخليفي من أشهر وأنجح رجال الأعمال العرب في السنوات الأخيرة بعدما فرض نفسه بين عمالقة الكرة الأوروبية والعالمية، قبل أن يصنع الحدث إعلاميا أيضا من خلال ترؤسه لقنوات بين سبورت الرياضية التي تمكنت في ظرف وجيز من الفوز بحقوق الدوريات الخمس الكبرى بأوروبا، ويتعلق الأمر بإسبانيا وإنجلترا وفرنسا وألمانيا وفرنسا، إضافة إلى دوري أبطال أوروبا والألعاب الأولمبية، ومع توالي السنوات تمكنت القناة القطرية من احتكار حقوق بث أغلب المنافسات الرياضية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
الخليفي على عرش أوروبا
في 2019 تم تعيين ناصر الخليفي رئيسا لرابطة الأندية الأوروبية خلفا للايطالي أندريا أنييلي المستقيل من منصبه، كما أنه كان الوحيد من بين رؤساء الأندية الأغنى أوروبيا الذي لم يشارك في إطلاق مشروع دوري السوبر الأوروبي الءي وقفته خلفه أبرز الأندية بالقارة العجوز على غرار ريال مدريد وبرشلونة من إسبانيا ويوفنتوس من إيطاليا وليفربول ومانشيتر سيتي من إنجلترا، إذ بسبب معارضته للمشروع الجديد نال ثقة السلوفيني ألكسندر تشيفيرين رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، والذي أشاد بموقفه قائلا”بمساعدتك، يننقذ كرة القدم”.
وعمل ناصر الخليفي للمرة الأولى على إجراء مناقصة مفتوحة وتنافسية لإدارة عملية بيع حقوق المسابقات الأوروبية ، بين الرابطة التي يرأسها والاتحاد الأوروبي، وهو ما ساهم في إرتفاع القيمة التجارية لمسابقات الأندية بنسبة 39 بالمائة.
شخصية مؤثرة
في 2020 اختارت مجلة “فرانس فوتبول” ناصر الخليفي أكثر شخصية مؤثرة في عالم كرة القدم بين 50 شخصية، متقدما على النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب مانشستر يونايتد وجياني إينفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، وذلك بفضل تأثيره الإيجابي في كرة القدم سواء بفرنسا أو أوروبا.
وكشفت المجلة الفرنسية بعد تتويجها لناصر الخليفي أنه تمكن من تحويل باريس سان جيرمان إلى علامة تجارية، حيث إرتفعت مبيعات أقمصة نادي العاصمة الفرنسية من 44 ألف في 2011 إلى أكثر من مليون قميص في 2019 ، كما إنتقل عدظ متابعي الفريق الفرنسي على المنصات الرقمية من 500 ألف إلى 87 مليون في ظرف عشر سنوات.
وقال باسكال فيري رئيس تحرير فرانس فوتبول أن ناصر الخليفي لديه قوة كبيرة في التأثير الإيجابي على تكوير الدوري الفرنسي من خلال باريس سان جيرمان، إذ يعد الأكثر تأثيرا على اللعبة.
وأضاف فيري أن اختيار ناصر الخليفي كان جريئا لأنهوليس هناك الكثير من الشخصبات التي لديها تأثير مثل ناصر الخليفي، وخصوصا ما حصل مع نادي العاصمة الفرنسية، مشيرا إلى أنه حين إلتحق بالنادي أظهر قدرته على قيادته نحو النجاح.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...