يبدو أن القمة العربية المقررة بداية من الشهر المقبل بالجزائر، تتجه لتكون نسخة باهتة بسبب توّسع دائرة القادة والزعماء العرب الذين عبروا للرّئاسة الجزائرية عن عدم حضورهم للقمة وانتداب من ينوب عنهم من خلال تمثيليات أقل درجة؛ عكس ما يطمح له قصر المرادية الذي بذل مجهودات تواصلية ودبلوماسية واسعة لضمان نجاح القمّة.
وفي هذا السياق، قال نبيل الأندلوسي، خبير في العَلاقات الدّولية، إن نجاح القمة العربية بالجزائر “رهين بتوفر عدد من الشروط، أهمها الحضور الوازن للملوك والرؤساء العرب”، مشيرا إلى أن الحضور الوزان للقادة العرب “سيكون بمثابة إشارة قوية على الاحتضان العربي لهذه القمة، والرّهان على قراراتها.”
كما اشار، الأندلوسي، لمؤشر آخر يرهن نَجاح القمّة، مرتبط بالرّمزية والإشارة التي سينطوي عليها حضور العَاهل المغربي الملك محمد السادس، إن قرّر ذلك، إذ يمكن أن يحدث حضوره “انفراج في العلاقات المغربية الجزائرية، وإن على مستوى إعادة العلاقات الدبلوماسية في حدودها الدنيا بدل الوضع الحالي الذي بادرت فيه الجزائر بقطع علاقاتها مع المغرب”.
أما العنصر الثالث، الذي سيضمن نجاح الدّورة، فيرتبط، حسب رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية، بـ “أهمية القرارات التي ستنبثق عن القمة، ومدى قدرتها الجواب على التحديات التي تواجهها الدول العربية في عالم متغير يعرف تقاطبات كبرى بين القوى المهيمنة.”
وشدد المتحدث ذاته، على أنه، وعكس ذلك، فإن المعطيات المتوفرة حاليا، تؤكد أن القمة العربية بالجزائر “ستكون من أفشل القمم العربية”، مرجعا ذلك لـ “التعنت الجزائري في تعاطيه مع الأزمة مع المغرب، وعدم قبوله لعدد من الوساطات بهذا الشأن ومنها وساطات دول خليجية وازنة، كما أن التقارب الجزائري الإيراني عائق حقيقي بين الجزائر وعموم الدول العربية وأساسا دول الخليج”.
ولفت الأندلوسي، إلى أن فشل هذه القمة مرتبط كذلك بعدد من الاعتذارات التي توصل بها قصر المرادية، من الملوك والرؤساء العرب، بحيث تأكد إلى الآن عدم حضور ثمانية رؤساء وملوك عرب، وهم ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، وملك البحرين حمد بن عيسى، ثم سلطان سلطنة عمان هيثم بن طارق.
كما سيغيب عن القمة العربية، إضافة إلى ذلك، كل من أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ورئيس الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان، وملك الأردن عبد الله الثاني، ثم الرئيس اللبناني ميشيل عون الذي تنتهي عهدته الرئاسية في 31 أكتوبر الجاري.
وأشار المتحدث ذاته، إلى غياب سوريا التي جمدت عضويتها بالجامعة العربية منذ 16 نونبر 2011، فرغم محاولة الجزائر الضغط من أجل حضور سوريا، يقول الأندلوسي، فإنها “فشلت في ذلك، مما حذا بالخارجية السورية، رفعا لكل حرج، الإعلان عن عدم المشاركة في القمة العربية بالجزائر”.
وخلص رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية في المحصلة، إلى أن عدد الدول العربية التي لن تمثل برؤسائها هو ثمان دول إلى حدود الآن، مشيرا إلى أن حضور الملك محمد السادس، في حالة تحقق، “سيعطي إشعاعا قويا لهذه القمة، وإن كان ذلك مستبعدا بسبب التعنت الجزائري، ورفض قصر المرادية القبول بالوساطات العربية”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...