قال علي بوطوالة، الكاتب العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، إن الاستعدادات لمحطة الاندماج التاريخي لفدرالية اليسار في حزب واحد تسير “بشكل جيد”، حيث ستُشكل محطة المؤتمر فرصة لتوحيد فعاليات حزبية لليسار المغربي، الذي كان له في فترات تاريخية أدوار طلائعية ومهمة في بناء المسار الديمقراطي لبلادنا.
وأضاف بوطوالة، في تصريح لـ “الأنباء تيفي”، أن هناك عمل طيلة سنوات -أي منذ إعلان تحالف اليسار الديمقراطي 2007- وما رافق ذلك من نقاش فكري وتنظيمي لتوحيد أحزاب الفدرالية بغاية تقوية مكانة اليسار في المشهد السياسي المغربي.
ولفت المتحدث ذاته، أن السياق الوطني مُحتاج فعلا الى يسار قوي ينافح من أجل القضايا العادلة للمجتمع المغربي، فهوية اليسار، يقول بوطوالة، “بالأساس اجتماعية نضالية أكثر ما هي أيديولوجية”، مبينا أن السياق الحالي يفرض وجود يسار متراص الصفوف يستجيب للتطلعات ويرجع الثقة للمواطنين في العملية السياسية.
من جهة أخرى، أكد بوطوالة، أن توغل العولمة المتوحشة في العالم وما له من انعكاسات وخيمة على المجتمعات والشعوب زاد الطلب على الفكرة اليسارية، مبينا، من جهة أخرى، أن تمدد اليمين المتطرف العنصري في أوربا بشكل لافت يؤكد أن اليسار يجب أن يرجع لموقعه الريادي كفكرة سياسية إصلاحية متوازنة وملتحمة مع القضايا الجوهرية التي تشغل هموم الشعوب وتطالع الإنسانية جمعاء.
وفي سياق آخر، وبخصوص سؤال يتعلق بنضج فكرة الوحدة بين أحزاب اليسار المشكلة للفدرالية، فشدد المتحدث أن الفكرة نضجت وهناك توافقات على كل المستويات الفكرية والتكتيكية السياسية، التي تجعل وحدتنا مبنية على أسس وأرضية متينة وتوافقات، ليس فقط تنظيمية هيكلية، بل فكرية بمرجعية يسارية اجتماعية.
وبخصوص انسحاب منيب وحزب الاشتراكي الموحد وأثره على التحالف، فعبر بوطوالة عن أسفه لهذا الانسحاب الذي حدث قبيل انتخابات الثامن من شتنبر 2022، إذ كان له آنذاك أثر بليغ على النتائج التي حققتها الفدرالية؛ إذ كنا سنحصل على نتائج أكثر إيجابية ومقاعد إضافية في البرلمان لولا هذا الانسحاب الذي “أعبر عن أسفي له، فما كنا نريد أن يحدث، وحاولنا في الختام أن نحافظ على حد معين من العمل، رغم ما أحدثه الانسحاب من أثر سلبي لدينا”.
وعبر بوطوالة، في نفس السياق، عن احترامه لقرار “الرفاق في الاشتراكي الموحد، فنحن نحترم قرارهم الذي اتخذوه، ومن الممكن أن يلتحقوا في أي وقت مع كل الذين يومنون بفكرة وحدة اليسار من جميع الأحزاب والتيارات”، ملفتا إلى أنهم في فدرالية اليسار يتعاملون مع اليسار الوحدوي الذي انضم للفدرالية بعد انسحاب الاشتراكي الموحد باعتباره “حزبا وليس تيارا وسيكون لنا جميعا اسهاما جماعيا في هذه الوحدة التي تعتبر هدفا لليسار المغربي”.
يذكر أن اللجنة التحضيريـة العامـة للمؤتمر الاندماجي، عقدت اجتماعا لها يوم الأحد الماضي بالدار البيضاء، بثت من خلاله في مشاريع الأوراق التي أعدتها اللجان الموضوعاتية، ويتعلق الأمر بلجنة الهوية والخط السياسي، ولجنة المشروع المجتمعي، ولجنـة العمـل الجماهـيري، ولجنة التنظيم والقوانين.
وحسب بلاغ، توصل موقع “الأنباء تيفي” بنسخة منه، فقد صادقت اللجنة التحضيرية على مشاريع الأوراق المنجزة مـن طـرف هذه اللجـن، مع إدخال التعديلات المقترحة والملاحظات المقدمة بعين الاعتبار في الصياغة النهائية.
إلى ذلك، أكد البلاغ ذاته، أن اللجنة التحضيرية استمعت لتقرير لجنة التحضير المادي واللوجستيك، وأكدت عقد المؤتمر الاندماجي في موعـده المحـدد مـن طرف الهيئة التقريرية أيام 16و17 و18 دجنبر 2022 بالمركـب الدولي للشباب والطفولة ببوزنيقة.
يذكر أن كلا من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، والحزب الاشتراكي الموحد، أعلنوا بالرباط منذ سنة 2014، عن تأسيس تحالف سياسي جديد تحت اسم “فدرالية اليسار الديمقراطي”.
وجاء التحالف بعد حوالي خمس سنوات من الحوار في إطار ما يعرف بـ “تحالف اليسار الديمقراطي” -الذي أعلن عنه عام 2007- بغرض تقوية صفوف اليسار في الساحة السياسية والتنسيق بينها قبيل انتخابات سنة 2009.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...