احتضن المقهى الثقافي بالسجن المحلي لمدينة بني ملال، لقاء مفتوحا مع نزلاء ونزيلات المؤسسة، استضاف خلاله الكاتب محمد رفيق، للحديث عن عمله الإبداعي الموسوم ب “علبة الأقنعة”، وذلك في اطار برنامج المقاهي الثقافية في السجون.
في هذا السياق، نوه الكاتب محمد رفيق الذي حل ضيفا على المقهى الثقافي، في بداية اللقاء بجهود كل الفاعلين و المساهمين في تنظيم أنشطة المقهى الثقافي بهذه المؤسسة، كتاب و إدارة المؤسسة ونزلائها وباقي الشركاء، و هي بحق مبادرة متميزة تعطي قيمة نوعية ورمزية للإبداع الادبي و الفكري عموما، الذي يعد قاعدة أساسية في برامج تأهيل السجناء لإعادة الادماج.
بعد هذه الكلمة المقتضبة للكاتب، وكعادة اللقاءات الثقافية المنظمة بالمقهى الثقافي، أعطيت الكلمة للنزيلات و النزلاء الحاضرين الذين أطلعوا بشكل مسبق على العمل الروائي موضوع اللقاء منذ بداية شهر أبريل الجاري، بدورهم أغنوا اللقاء عبر مجموعة من التدخلات شملت جميع مناحي العمل الروائي، مشيرين الى أن العمل الذي كان بين أيدهم ، عمل غني دلاليا ومعرفيا، كما أنه عمل تميز بالأبداع و الجدة من خلال إعادة صياغة الأحداث والوقائع بين الواقع والمتخيل.
وفي إطار التفاعل الإيجابي من طرف الكاتب مع ما ورد في تدخلات النزلاء، قال: “في الحقيقة أنا جد سعيد لأن النص حقق غايته وحقق المطلوب وهي قراءته”، و من خلال تلقي النص بمنظور ومقاربات مختلفة، و رؤى نقدية متعددة، يضيف الكاتب وهذا هو الجميل في الكتابة، فبفضل الحوار وملكة العقل نكتب نصا ابداعيا ونصنفه ( رواية، سيرة ذاتية …)، وقد يتطابق مقطع ما في الرواية مع جانب ما من حياة شخصيتنا، و أن النص الذي نتحدث عنه اليوم هو نص يمتاز بشيء اسمه الخيال، ولا يعني هذا أننا ننطلق من خيال مطلق، بل ننطلق من أحداث نعيشها من حيواتنا في علاقتنا بالآخر و بالعالم الخارجي، وهذه الأشياء تشكل حافزا للكتابة.
وأوضح المتحدث ايضا، أن للرواية مقومات، على المستوى الجمالي و الفني؛ فيها سرد، و أحداث، و زمان ومكان، و فيها شخصيات، أي أن هناك بناء فني جمالي سطره النقاد وهو ما يمكننا من تصنيف نص إبداعي ضمن جنس أدبي معين.
يشار ، إلى أن برنامج المقاهي الثقافية بالسجون فكرة أطلقتها المندوبية منذ سنة 2017 ، في إطار تنزيل الجيل الجديد من البرامج التأهيلية، التي يتم من خلالها تمكين نزيلات و نزلاء المؤسسات السجنية من لقاءات مع رجالات الثقافة والفن والعلم، ووعيا منها بضرورة اعتماد وسائل ناجعة ترمي إلى تحقيق التكامل بين البرامج الثقافية والفكرية وبرامج تأهيل السجناء لإعادة الادماج، وتطوير مجال انفتاح السجين على العالم الخارجي تمهيدا لإدماجه فيه.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...