أثار اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء تساؤلات كثيرة في الأوساط السياسية والإعلامية بشأن خلفية هذه الخطوة التاريخية، ودلالاتها وكذا انعكاساتها على الوضع الإقليمي.
ويرى مراقبون أن الاعتراف الإسرائيلي يعكس ريادة الديبلوماسية الملكية، كما سيزيد من عزلة خصوم الوحدة الترابية وفي مقدمتهم الجارة الشرقية الجزائر.
وفي هذا الصدد، أكد محمد شقير، الخبير في الشؤون السياسية، أن الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء يدخل ضمن مشمولات الاتفاق الإبراهيمي الذي تم بموجبه اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء. وبناءً على ذلك، يأتي الاعتراف الإسرائيلي تلقائيًا بمغربية الصحراء.
وأضاف شقير في تصريح لموقع “الأنباء تيفي” أن التأخير الذي حصل في هذا الشأن أثار جدلًا حول إمكانية ربط ذلك بابتزاز إسرائيلي أو مقايضة بين الرفع من مستوى التمثيل الدبلوماسي والاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء.
وزاد المتحدث قائلا: “لعل التصريح الأخير لوزير الخارجية الإسرائيلي، الذي ربط عقد الاجتماع الثاني لمنتدى النقب في المغرب بالاعتراف الحكومي الإسرائيلي بمغربية الصحراء، قد دفع رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى الاسراع في إرسال رسالة إلى الملك محمد السادس تتضمن الاعتراف الرسمي بمغربية الصحراء، بل والتأكيد على إمكانية فتح قنصلية في الداخلة”.
وأبرز شقير أن هذا الاعتراف سيقوي موقف المغرب فيما يتعلق بتأكيد مغربية الصحراء، مما سيثير بلا شك حنق الجزائر و”البوليساريو”.
ويرى شقير أن الاعتراف الإسرائيلي قد يساهم أيضا في تغيير المشهد السياسي في المنطقة، ويفاقم الأزمة بين المغرب والجزائر.
من جهة آخرى قال نائب عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة حميد أبولاس إن اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء يعد إنجازا جيوسياسيا بالغ الأهمية للدبلوماسية المغربية الفاعلة.
وأوضح أبولاس، في تصريح نقلته عنه وكالة المغرب العربي للأنباء، أن الدبلوماسية في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تنبني على ثوابت واقعية وترتكز على نظرة حكيمة واستشرافية، مبرزا أن هذه الدبلوماسية الفاعلة استطاعت في ظرف وجيز تحقيق إنجازات جيواستراتيجية وسياسية عديدة، لاسيما اقناع دول ذات وزن كبير على الساحة الدولية، سياسيا واقتصاديا، بعدالة القضية الوطنية. في هذا السياق، ذكر الأكاديمي بأن جلالة الملك كان قد أعلن، بشكل صريح، بأن ملف الصحراء يعتبر المعيار “الواضح والبسيط” الذي تقيس به المملكة “صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات”، معتبرا أن دولا وازنة في الخريطة السياسة العالمية تجاوبت مع واقعية الدبلوماسية المغربية وانخرطت في سيرورة جديدة لتعزيز الشراكة سياسيا واقتصاديا مع المملكة المغربية. وسجل المتحدث أن هذه الإنجازات الجيو-استراتيجية، وآخرها اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء وإعلانها عن دراسة فتح قنصلية لها بالداخلة، تدل على المكانة والحضور الوازنين للمغرب في المحافل الدولية، وقوة شراكاته مع القوى العالمية المؤثرة في القرار الدولي. وخلص السيد أبولاس إلى أن الاعترافات المتواترة من قبل الدول الوازنة بمغربية الصحراء جاء فقط ليعكس الحقيقة التاريخية للصحراء المغربية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من المملكة المغربية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...