تشهد العلاقات بين المغرب وإسبانيا مرحلة جديدة من التعاون والشراكة، وذلك في ظل وجود رغبة مشتركة لدى البلدين في تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، خاصة بعد الاعتراف الصريح لاسبانيا بمغربية الصحراء.
إلا أن الانتخابات الإسبانية الأخيرة وما أفرزته من نتائج، أعادت طبيعة العلاقات بين المغرب واسبانيا إلى الواجهة، خاصة في ظل وجود أحزاب من الممكن تصنيفها ضمن التيار المعادي لتطبيع العلاقات بين المغرب واسبانيا على حساب الجارة الجزائر.
وفي هذا الصدد، قال أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعة محمد الأول بوجدة، خالد شيات، على أن العلاقات بين المغرب واسبانيا، ستبقى في الاتجاه الصحيح، مهما كانت الحكومة التي ستفرزها عملية التحالف بين الأحزاب المنتصرة في الانتخابات الرئاسية الإسبانية الأخيرة.
وبخصوص تأثير المغاربة في الانتخابات الإسبانية، أكد الأستاذ خالد شيات في تصريح لموقع الأنباء تيفي، على أن المغرب كان حاضرا في الانتخابات الرئاسية الإسبانية، لكن بطريقة سلبية تنهل من البعد الحضاري والتاريخي للمغرب، باعتبار أن الأخير في المخيل الاسباني، دول عادية قادمة من الجنوب تهدد المصالح الاقتصادية والاجتماعية الإسبانية.
وأمام ذلك، اعتبر شيات أن هذا الحضور كان سلبيا في المخيال السوسيواجتماعي للإسبان، وذلك بأشكال مختلفة تمثلت في كون المواطن المغربي ينبغي دائما تقزيمه أو وضعه في حجم لا يليق به، وهذا سواء تعلق الأمر بأحزاب اليمين أو اليسار أو الأحزاب المتطرفة.
واعتبر شيات، أن هذه النظرة اتجاه المواطن المغربي، قد تنهل من القانون الدولي حول تقرير المصير أو من المسألة الهوياتية الضيقة الإسبانية.
وعموما، يرى المتحدث، أنه مهما مهما كانت طبيعة التحالفات بين الأحزاب الإسبانية، لا يمكن لها التأثير على العلاقات بين المغرب واسبانيا، وذلك بالنظر إلى كون هذا التأثير ينضبط بعدة مستويات، وكذا بالنظر للمصالح الآنية والمسترسلة لاسبانيا، بالإضافة إلى ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، حيث قال: “لا أعتقد أن الموقف الاسباني سيتغير في هذا الموضوع، لأن المغرب طبع علاقاته مع اسبانيا واحتفى باعتراف هذا البلد بمغربية الصحراء، وبالتالي فهذا المستوى يبقى ملائما لكل الحكومات الإسبانية القادمة، سواء كانت يمينية أو يسارية”.
ومن جهة أخرى، أكد شيات، على أنه وبالرغم من ذلك، إلا أن الحكومة الإسبانية المقبلة، لا يمكن أن تخلو من وجود وزير أو وزيرين أو أكثر، سيعمل على تلطيف الخطابات أو البلاغات أو الاعلانات مع الجارة الجزائر، وذلك حتى يكون هناك نوع من التوازن مع هذه الدولة، وكذا حتى يتم إيهام الأخيرة على أن اسبانيا على مستوى من الندية مع المغرب، وأنها استعادة علاقاتها مع اسبانيا، وذلك في إطار استخدام نوع من الاغراء على المستوى الاقتصادي والتجاري والطاقي..
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...