من المسؤول عن”إقبار” البرنامج الإعلامي السنوي الذي حمل إسم “الإفريقيات”؟ هل المدير العام السيد سليم الشيخ؟ أم شخص آخر في إدارة القناة؟ هاته الأسئلة وغيرها حول هذا الخطأ المزاجي القاتل، عادت لتحتل مركز اهتمام المتتبعين وأصحاب المهنة في ظرفية جهوية ودولية صارت تحتل فيها القارة الإفريقية قطب السبق الإخباري والتحليلي الدولي، وتستقطب جل مجالات الإهتمام الإستراتيجي التواصلي لكل المؤسسات الإعلامية الوطنية بكل ما يقتضيه ذلك من توسيع شبكة العلاقات المؤثرة لحماية المصالح الوطنية وتطوير صلاتها مع المحيط الإفريقي المتقلب والمتحرك الناهض. فهاهي الأحداث تتحرك بسرعة يومية ومعها تتحرك الآلات الدبلوماسية والمؤسسات الإفريقية للتأثير في الأوضاع المتأزمة سياسيا واستراتيجيا، وخصوصا في بلدان الساحل القريبة من المجال الحيوي للمغرب ودول الشمال الإفريقي بأكمله. كل هذا يحدث في وقت تجد فيه القناة الثانية نفسها خارج التغطية! وهي القناة الوطنية العمومية التي كان لها الحس الذكي في التعاطي الإعلامي التلفزيوني مع حساسية الوجود الإفريقي في قلب الإهتمام المغربي!.. وبحسب الأصداء التي تروج من داخل قناة عين السبع فإن قلقا مسيطرا على المهنيين الذين ساهموا ومنذ الخطوات الأولى سنة 2017 لتدشين تجربة “ليبانافريكان”، بحيث اعتبروا أن كل مجهوداتهم لبناء الجسر الإفريقي النسوي حوارا وتفكيرا ودراسة قد وضعت في مهب الريح وانتهت إلى مآل من الضياع… ة كانت فكرة هذا البرنامج وليدة مرحلة حساسة ستشهد عودة المغرب الرسمي إلى حظيرة دول الإتحاد الإفريقي واستئناف روابطه كعضو مؤسس له شرعيته وتاريخه، وهذا القرار التاريخي فتح آفاقا لتطوير المبادرات والأداء المهني الإعلامي، وهو ماحاولت تجسيده فرق عمل الملتقيات سواءمن حيث اختيار حقل العمل النسائي الرائد، أوبما يرتبط بذلك من موضوعات ثقافية وفكرية اعلامية جديدة… وبالرجوع إلى السنوات الثلاث التي استغرقتها الدورات الثلاث منذ انطلاقها سنة 2017 وما تلاها سنتي 2018 و2019 تمكنت القناة الثانية من خلق الحدث وإثارة الإنتباه إلى واحدة من أكبر القضايا الصعبة في المجتمع الإفريقي أي قضية تحرر المرأة وموقعها في مسلسلات التنمية والديمقراطية… وهذا لوحده قدم للدولة والنخبة المغربية المدنية متنفسا كبيرا لاتخاذ مبادرات حضرتها وتابعتها مجموعات إعلامية واسعة بقيادات صحفية جريئة ومنفتحة على إرادات الحوار والسلم وتبادل الخبرات. لكن، وبقدرة قادر توقف القطار في بداية المشوار كما يقول المثل الشعبي، فبعد سنتين من محنة كورونا، كان جل أصدقاء وشركاء ” البانفريكان ” ينتظرون الدعوة من الإدارة العامة للقناة الثانية لاستئناف اللقاءات وتوسيع نطاق العمل النسائي الإفريقي على أرض المغرب الذي هو في أمس الحاجة إلى مثل هذه المبادرات حتى لاتضيع منه فرص التموقع الفعال في القارة السمراء. و جرى إيقاف المشروع الإعلامي المغربي الإفريقي دون اعتبار لكل المجهودات المرهقة ماليا( وبالملايين) وبشريا التي بذلتها كل الوحدات المهنية والتدبيرية الدوزيمية. فهل هو صراع وتصفية حسابات من كان وراء قتل مشروع Panafricaines؟ أم هو الجهل والغرور الذي كان السبب؟؟
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...