أجريت صباح اليوم الأحد 17 دجنبر الجاري، مراسم تشييع جنازة أمير الكويت الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.
وأقيمت صلاة الجنازة على الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بمسجد بلال بن رباح بمنطقة الصديق بدولة الكويت، وذلك بحضور أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ورئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ أحمد نواف الصباح ولفيف من أسرة ال صباح ورجال الدولة بالكويت.
وشاءت الأقدار أن تودع دولة الكويت والأمة العربية والإسلامية، يوم أمس السبت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، إثر وعكة صحية ألمت به لفترة، حيث دخل على إثرها إلى المستشفى، وقد تلقى العلاج اللازم وخضع للفحوصات الطبية، إلى أن فارق الحياة.
هو يوم حزين عاشته الكويت لمفارقة أمير كان له دور بارز في الحياة السياسية والحكومية بالكويت. خاصة أمام الإنجازات التي حققها منذ توليه مقاليد الحكم.
ويعد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الـ16، حيث تمكن من مواجهة أكبر أزمة اقتصادية عانت منها دولة الكويت سنة 2020 جراء انخفاض أسعار النفط، وذلك مباشرة بعد توليه الإمارة في شتنبر 2020.
ويعتبر الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بمدينة الكويت الذي ازداد يوم 25 يونيو 1937، الابن السادس لأمير الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر الصباح، الذي حكم الكويت من 1921 وحتى 1950، وهو الأخ غير الشقيق لأمير الكويت الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح، حيث تلقى تعليمه في الكويت ضمن مدارسها النظامية، ومن بينها المدرسة المباركية.
وقد بدأ الشيخ نواف حياته المهنية سنة 1962 عندما عيّنه الأمير الراحل الشيخ عبد الله السالم الصباح محافظا لمحافظة “حَوَلِّي”، وهو المنصب الذي بقي فيه حتى غاية 19 مارس 1978.
ومن جهة ثانية، يعد الشيخ نواف المؤسس الحقيقي لوزارة الداخلية الكويتية، إذ حمل حقيبتها في فترتين في عهد أخيه غير الشقيق الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، الأولى امتدت من 19 مارس 1978 حتى 26 فبراير 1988، قبل أن يعود إلى التشكيل الحكومي يوم 13 يوليو 2003 نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية.
وفي بداية سنة 1988 عُين وزيرا للدفاع، وهو المنصب الذي عاد لشغله مرة أخرى يوم 20 يونيو 1990، حيث أثناء توليه الوزارة عمل على تحديث المنظومة الدفاعية وتطويرها.
وعقب التحرير من الغزو العراقي الذي تعرضت له الكويت في عام 1990، عُهد إلى الشيخ نواف تولي وزارة الشؤون الاجتماعية، وذلك قبل أن يتولى منصب نائب رئيس الحرس الوطني بدرجة وزير، إذ استمر بشغل المنصب حتى عودته إلى التشكيل الحكومي يوم 13 يوليوز 2003 نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية من جديد.
وفي 7 فبراير 2006، أصدر الشيخ صباح الأحمد الصباح أمرا أميريا بتزكيته وليا للعهد، ليبايَع في 20 من الشهر نفسه بالإجماع من قبل مجلس الأمة، قبل أن يؤدي اليمين الدستورية أمام أمير البلاد آنذاك الشيخ صباح الأحمد والمجلس إيذانا بتوليه المنصب.
وتولى الشيخ نواف الإمارة في البلاد يوم 29 شتنبر 2020، حيث أدى اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة في اليوم التالي، وذلك خلفا لأمير الكويت السابق صباح الأحمد الجابر الصباح.
ومذاك الحين، حقق الشيخ نواف الكثير من لإنجازات خلال فترة الحكم، حيث أصدر في 13 نونبر 2021، مرسومين أميريين بالعفو عن مواطنين ونواب سابقين بالبرلمان، وتضمن العفو إنهاء عقوبة 11 شخصا وتخفيفها لـ24 آخرين كانوا مدانين في قضيتي اقتحام مجلس الأمة عام 2011 و”خلية العبدلي” التي أدينت في عام 2017. حيث اعتبر ذلك ثمرة للحوار الوطني الذي بدأ في أكتوبر 2021 بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، والذي دعا إليه الشيخ نواف لإيجاد حل للأزمة المستمرة بين الحكومة ومجلس النواب.
كما تمكن الشيخ نواف، من تدارك تداعيات أكبر أزمة اقتصادية شهدتها دولة الكويت عام 2020، بعد انهيار أسعار النفط إلى أرقام قياسية أثرت على تصنيف الكويت الائتماني لدى الوكالات الدولية، رغم المعيقات الاقتصادية التي فرضها فيروس كورونا آنذاك.
وفي هذا الصدد، عمل الشيخ نواف، قيد حياته على تحفيز القطاعات الاقتصادية المختلفة وتطوير منتجاتها وخدماتها، وعمل على خلق فرص استثمارية تنافسية، إلى أن جاءت الكويت في المرتبة الأولى عربيا والثالثة عالميا في قيمة أصول الصندوق السيادي التي ارتفعت إلى 738 مليار دولار بعد أن كانت 270 مليارا في عام 2011.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...