قالت سعادة بوسيف رئيسة منظمة نساء العدالة والتنمية، إن بلادنا تمكنت من القيام بإصلاحات سياسية ودستورية جوهرية واطلاق أوراش كبرى وبلورة سياسات قطاعية مكنت من تحقيق أهداف نوعية في مجال النهوض بالفئات الهشة، إضافة إلى إنتاج سياسة اجتماعية داعمة للتنمية البشرية ومستهدفة ودعم الفئات الفقيرة والهشة. ونبهت بوسيف، في كلمتها خلال الملتقى الجهوي النسائي الذي نظمته الكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية لني ملال خنيفرة بشراكة مع منظمة نساء العدالة والتنمية بالجهة، (نبهت) إلى استهداف المكتسبات التي راكمها المغرب في مجال النهوض بحقوق النساء سواء على المستوى تأهيل المنظومة القانونية الوطنية أو على مستوى تعزيز البناء المؤسساتي وتطوير البرامج والسياسات في مجال المساواة وحماية حقوق المرأة والنهوض بها. وأبرزت بوسيف، أن أخطر ما يقع هو استهداف هذه المكاسب والتراجع عنها وحرمان مجموعة من الفئات منها بحجة تجويد والاصلاح فكان المؤشر بالمرصاد لاسترجاع هذه المكتسبات فكيف بالجمع بينها. وأشارت بوسيف إلى أن: “للتاريخ نقول إن استهداف العدالة والتنمية أكبر من كونه استهداف مكون سياسي في المشهد المغربي نختلف معه أو نتفق إيديولوجيا بل هو إفراغ للدستور من مضامينه المؤسسة والمؤطرة كالإشراك والتنوع وضرب لإحدى الأولويات الوطنية التي تكررت وتقررت في خطب جلالته فالمسؤولية مسؤوليتنا جميعا لضمان التنزيل السليم للدستور أحزابا ومنظمات وجمعيات ومؤسسات والحفاظ على المعاني وليس فقط إقامة المباني”. وفيما يخص الشأن التنظيمي، أكدت بوسيف ، على أن النضال النسائي ظل مرتبطا بجميع القضايا المجتمعية وفي مقدمتها مؤسسة الأسرة، وهي من صلب المكتسبات الواجب تحصينها و تقوية أركانها باعتبار المرجعية الاسلامية والهوية المغربية وباعتبارها مكسبا لاستقرار المغرب، قائلة: “لمن المجحف جدا أن تمر علينا ذكرى الثامن عشر من نونبر، ذكرى الاحتفال بوثيقة الاستقلال دون أن نخصص ولو سطورا تبرز دور المرأة في مقاومة المحتل إبان فترة الكفاح والجهاد”. وتابعت بوسيف، أن واقع الحال يشهد بأن هذا الحضور الوازن والمؤثر للمرأة المغربية في مسيرة الجهاد الأكبر الاقتصادي والاجتماعي والمعرفي الذي تنغمر فيه بلادنا، ما هو إلا استمرار وامتداد لمسيرة الجهاد الأصغر من أجل الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية والوحدة الترابية إبان مرحلة الاستعمار، مضيفة أن إسهامات المرأة المغربية في مقاومة المستعمر الفرنسي أو الإسباني كانت على خطين، خط في المدن وخط في البوادي، ففي البوادي كانت مساهمة المرأة القروية ومشاركتها في حركة المقاومة فعالة منذ البداية، فإذا كان الرجل حاضرا في الواجهة فإن المرأة قامت بأعمال خفية يمكن اعتبارها القاعدة الخلفية لكل المبادرات، وقالت في هذا الصدد، “هنا نجد البعد الرمزي في المقاومة النسائية- بحمل إناء من الحناء الممزوج بالقطران لرش كل من فر من ساحة المعركة من رجال المقاومة”. وخلصت بوسيف، إلى أن النساء كن يعملن على توزيع المنشورات ورسائل التهديد الموجهة للمستعمرين ولكل من فكر في أن يخالف قرارات الوطنيين من عدم إقامة الأفراح لموازاتها مع إحدى حلقات النضال أو بإيصال الرسائل الشفهية إلى المقاومين، وهذا كان يجعلها تتعرض للاستنطاق في مخافر الشرطة مرفوق بالتهديد والضرب وغير ذلك من أشكال المهانات..
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...