كشف هشام الصابري عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة وكاتب الدولة المكلف بقطاع التشغيل، أن المغرب بحاجة إلى نقاش مجتمعي عميق بعيداً عن الخطاب الشعبوي الذي يطغى على القضايا الجوهرية.
وأشار الصابري، في كلمته خلال لقاء بمدينة وزان في إطار الأبواب المفتوحة لحزب الأصالة والمعاصرة التي نظمتها الأمانة الجهوية للحزب بجهة طنجة تطوان الحسيمة، تحت شعار: “المشاركة تميز”، إلى أهمية القيم المجتمعية ودورها في بناء مجتمع متماسك قادر على مواجهة التحديات الراهنة.
وقال الصابري، إن “المحافظة على القيم المجتمعية تمثل الأساس الذي يقوم عليه بناء المجتمع وتحسينه، بما يضمن لكل فئات الشعب مكانتها وفق العقد الاجتماعي الذي يربط الجميع”، مبرزا أن “تمغربيت” تشكل المدخل الرئيسي للعقد الاجتماعي لحزب الأصالة والمعاصرة، وموضحاً أنها تتجسد في قيم مثل الدين الوسطي، احترام الآخر، طاعة الوالدين، الأخلاق، والعمل والاجتهاد.
وأكد الصابري، على أهمية منح الشباب دوراً مركزياً في صناعة مستقبل البلاد، حيث أن ذلك لن يتحقق إلا من خلال التعليم والتحصيل العلمي، داعيا الشباب إلى الانخراط في العمل السياسي ضمن المؤسسات الشرعية، مثل الأحزاب السياسية، جمعيات المجتمع المدني، والنقابات، باعتبارها القنوات الأساسية للمشاركة في التغيير.
وأشار الصابري، إلى أن الأحزاب السياسية مسؤولة عن تأهيل الشباب وتمكينهم من قيادة المستقبل، وذلك عبر برامج التكوين والدعم الدراسي وبرامج التشغيل، مضيفا أن ميزانية 2025 خصصت 14 مليار درهم للتشغيل، ودور حزب الأصالة والمعاصرة هو إيصال هذه المعلومات للشباب على المستوى المحلي والإقليمي لضمان استفادتهم منها.
وشدد الصابري، على أهمية تعزيز المشاركة السياسية من خلال الانتخابات والمبادرات المجتمعية، مشيراً إلى أن الفرد هو جزء من الجماعة وأن التغيير يتطلب العمل الجماعي المنظم.
وفي ظل التوجه العالمي نحو الرقمنة، تابع الصابري، أن أهمية استغلال المجال الرقمي في التأثير الإيجابي على الرأي العام، قائلا في هذا الصدد: “بدلاً من أن يكون الشباب متأثرين فقط، يجب أن يصبحوا مؤثرين قادرين على إيصال المعلومات الصحيحة للمجتمع”.
ولفت الصابري، إلى أن الأحزاب السياسية مطالبة بتطوير برامج تستجيب لتطلعات الشباب، بما يشمل استخدام التقنيات الرقمية كأداة للتوجيه والتأثير، موضحا أن السياسة ليست مجرد انتخابات، بل هي ممارسة نبيلة تهدف إلى خدمة الوطن والمواطن. وشدد على ضرورة الالتزام بالأخلاق في العمل السياسي لتحقيق أهداف التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وتطرق الصابري، إلى البرامج الحكومية التي تهدف إلى تعزيز الحماية الاجتماعية، من بينها برنامج الدعم المباشر للسكن الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس ويشرف على تنفيذه قطاع إعداد التراب الوطني والتعمير بقيادة الوزيرة فاطمة الزهراء المنصوري، موردا أن مبادرات أخرى تستهدف الشباب من خلال جهود يقودها الوزير محمد المهدي بنسعيد؛ بالإضافة إلى مبادرات في مجالات التعليم والتشغيل والصحة.
وخلص الصابري، إلى الدعوة للعمل المشترك لتعزيز الثقة في المؤسسات السياسية وتطوير السياسات التي تلبي تطلعات المجتمع، قائلا: “علينا جميعاً أن نسهم في بناء مستقبل أفضل لبلادنا من خلال الالتزام بالقيم والعمل الجاد لتحقيق التغيير المنشود”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...