شهدت الحدود بين الهند وباكستان تصعيدًا غير مسبوق في الأعمال العدائية، بعد أن أعلنت هيئة الطوارئ الباكستانية مقـ ـتل 13 مدنيًا وإصابة أكثر من 50 آخرين خلال قصف ليلي نفذته القوات الهندية على مناطق سكنية قرب خط السيطرة في الشطر الباكستاني من إقليم كشمير.
وفي رد سريع، أعلن الجيش الباكستاني إطلاق عملية عسكرية واسعة ضد أهداف عسكرية هندية تحت اسم “البنيان المرصوص”، استهدفت خلالها مواقع لتخزين صواريخ “براهموس” ومطار بات هانكوت في ولاية البنجاب، بالإضافة إلى قاعدة أدهامبور التابعة للقوات الجوية الهندية في كشمير.
وصرّح المتحدث باسم الجيش الباكستاني، اللواء أحمد شريف تشودري، أن العملية جاءت ردًا على “عدوان هندي استهدف قواعد عسكرية باكستانية قريبة من العاصمة إسلام آباد”.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الهندية إن باكستان شنت هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ استهدفت مناطق مدنية ودينية، منها معبد شامبو في مدينة غامو في كشمير، إلى جانب مبانٍ طبية وتعليمية، متهمة إسلام آباد بـ”تعريض المدنيين للخطر”.
وأكدت نيودلهي مقـ ـتل مسؤول حكومي هندي بارز، وهو مفوض التنمية راج كومار ثابا، في قصف على مدينة راجوري.
وتحدثت مصادر عسكرية هندية عن أن قواتها “صدّت الهجوم الباكستاني بفعالية”، مشيرة إلى وقوع “أضرار جسيمة” في بعض المنشآت العسكرية الباكستانية، مقابل “أضرار محدودة” في الجانب الهندي.
ويأتي هذا التصعيد بعد أيام من التوترات المتصاعدة، بدأت عندما اتهمت الهند جماعات مسلحة انطلقت من باكستان بتنفيذ هجوم على سياح هندوس في كشمير الشهر الماضي، وردّت نيودلهي الأربعاء الماضي بهجمات صاروخية استهدفت ثلاث قواعد جوية داخل باكستان، من بينها قاعدة قرب العاصمة.
ودعا رئيس الوزراء الباكستاني إلى اجتماع عاجل لهيئة القيادة الوطنية، وهي الهيئة المسؤولة عن الأصول النووية، فيما اعتبر مراقبون هذه الخطوة مؤشرًا خطيرًا على احتمالية توسع النزاع.
أما وزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار، فقد أكد رغبة بلاده في خفض التصعيد، قائلًا: “إذا توقفت الهند، سنتوقف نحن أيضًا، نحن لا نسعى للحرب بل نريد السلام القائم على الاحترام المتبادل”.
ويخشى المجتمع الدولي من انزلاق هذا التوتر العسكري إلى حرب شاملة بين الجارتين النوويتين، في أسوأ تصعيد منذ عقود، وسط دعوات للتهدئة وتحكيم لغة العقل.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...