لم يكن يعتقد أحد، أن اعتصاما فرديا في دوار “أولاد يوسف”، بإقليم بني ملال، سينتهي بفاجعة وثّقتها عدسات الهواتف. فمن أعلى قمة خزان مائي شاهق ظل رجل أربعيني معتصما، مطالبا بفتح تحقيق في ظروف وفاة والده، حيث يقول إنها “غامضة”.
صعد الأربعيني إلى قمة الخزان قبل أيام كشكل لُيعبر به عن احتجاجه. حيث في مساء الجمعة، شهدت المنطقة تصعيدا خطيرا، حين احتجز المعتصم عنصرا من الوقاية المدنية لأزيد من أربع ساعات، اعتدى عليه بعصا، قبل أن يقوم بتكبيله، قبل أن يعمد إلى رميه من فوق الخزان، حيث لا زال يرقد في الإنعاش بالمستشفى.
العنصر كان يحاول إقناعه بالنزول وإنهاء الاعتصام، لكن مهمته انتهت وهو على سرير الإنعاش، بعد تعرضه لإصابات بليغة.
بعد الحادث، تدخلت فرقة متخصصة من الدرك الملكي والسلطات المحلية، في محاولة لإنهاء الوضع الذي طال وبدأ في التصعيد، خصوصا أن هناك من شكك في الحالة العقلية للمعني بالأمر، لكن ما حدث بعدها صدم الجميع.
المُعتصم كان قد لف حبلا حول عنقه، وعندما اقتربت منه عناصر الدرك، تراجع إلى الوراء، فانزلقت قدمه وسقط من أعلى الخزان، ليظل جسده متدليا في الهواء معلّقا بالحبل.
ووثقت مقاطع فيديو متداولة لحظة السقوط الصادمة، حيث ظهر عنصر من الدرك وهو يحاول قطع الحبل لإنزال جسده، الذي ارتطم بالأرض وسط ذهول الحاضرين.
ونُقل المعتصم على وجه السرعة إلى قسم العناية المركزة بالمستشفى الجهوي ببني ملال.
الواقعة خلفت صدمة عميقة في أوساط سكان المنطقة والمتابعين لما حدث، وسط مطالب بفتح تحقيق شامل في ملابسات الحادث، سواء ما يتعلق بأسباب اعتصامه، أو بكيفية تدخل السلطات لإنهائه.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...
body.postid-1152232