استخدم عزيز أخنوش، منصة “مسار الإنجازات” التي نصبت يوم السبت بالناظور، لقصف خصوم حزبه، مؤكداً أنهم “لا يهمهم سوى عدد المقاعد في البرلمان، ولا يترددون في خداع المغاربة”.
وأردف خلال المحطة الحادية عشرة من هذه الجولة الوطنية لحزبه أمام أزيد من 2500 من مناضلي الحزب، أن المواطن المغربي أصبح “واعيا ومدركا” بأن هؤلاء الخصوم لا يملكون رؤية واضحة أو برامج حقيقية، وأنهم لا ينخدعون بـ “الكلام الفارغ” ويعرفون جيداً الفرق بين الأمس واليوم.
وأكد زعيم حزب “الحمامة”، أن الأخير لا ينتظر الانتخابات للنزول إلى الميدان، مجددا دعوته لمنتخبي ومناضلي “الأحرار” إلى التواصل بوضوح وصراحة مع المواطنين، وإخبارهم بما تحقق وما تبقى، والاستماع لمشاكلهم ومطالبهم، مع التأكيد على أن الحزب مستعد دائما لتقديم الدعم والمساعدة.
وأكد على أن الاستماع للمواطنين، الذين يشعرون بالتغيير ويطالبون بالمزيد، يجعل الحزب أكثر تصميما وعزيمة على تقديم “الأفضل” الذي يستحقه المغاربة، مشددا على المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق الحزب وأن الطريق ما يزال طويلا، لكن “بالشجاعة والعمل والتعاون سنصل”.
ووضع عزيز أخنوش الإصلاحات الاجتماعية في صلب أولويات الحكومة، مؤكداً أن التقدم الحقيقي لأي أمة يبدأ بالاستثمار في العنصر البشري. وأوضح أن الحكومة تسير وفق رؤية ملكية سامية هدفها بناء مجتمع يحترم الكرامة ويوفر الفرص المتساوية للجميع.
وأكد أخنوش على أن “إعادة الاعتبار لمهنة الأستاذ هي مفتاح إصلاح المنظومة التعليمية”، معتبرا أن إصلاح قطاع التعليم هو التزام رئيسي تم الوفاء به. واستعرض الإنجازات التي تهدف إلى تحسين الوضعية المادية والمعنوية لهيئة التدريس، منها زيادة “إوفينا بالتزاماتنا التي قدمناها 2021 بخصوص قطاع التعليم”، حيث استفاد 330 ألف موظف من زيادة في الأجر الشهري قدرها 1,500 درهم على الأقل. كما تم العمل على تطوير مسار تكوين جديد يمتد على خمس سنوات بعد البكالوريا لضمان جودة الكفاءات التعليمية.
كما تطرق إلى البنيات التحتية القروية، مشيرا إلى بناء 474 مدرسة جديدة و109 مدارس جماعاتية و120 داخلية في الوسط القروي، وارتفع عدد المستفيدين من النقل المدرسي بنسبة 54%.
وفي سياق تعزيز ركائز الدولة الاجتماعية، أكد أخنوش أن الحكومة حوّلت وعودها في مجال الحماية الاجتماعية إلى حقيقة ملموسة. فبعد تعميم التغطية الصحية، أصبح المغاربة اليوم “جميعاً متساوين في التغطية الصحية”، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز الضخم يمثل تجسيداً لمبدأ التضامن، حيث تتحمل الدولة واجبات انخراطات 4 ملايين أسرة ضعيفة لا تستطيع الدفع.
بالإضافة إلى ذلك، وفق أخنوش، تم الوفاء بالالتزام المتعلق بالدعم الاجتماعي المباشر، حيث تتلقى اليوم 4 ملايين أسرة دعما شهريا مباشرا يتراوح بين 500 و1.200 درهم، مما يساهم بشكل مباشر وملموس في تحسين القدرة الشرائية وعيش الأسر.
واستعرض أخنوش مجموعة من المؤشرات الاقتصادية، مشدداً على أنها ليست مجرد أرقام، بل هي دليل على “كيف تتغير حياة المغاربة نحو الأفضل”.
وأشار إلى إعلان المندوبية السامية للتخطيط عن زيادة في الناتج الداخلي الخام لسنة 2024 بنسبة 7.9%، بالإضافة إلى ارتفاع القدرة الشرائية للمواطنين بنسبة 5.1% مقارنة بأقل من 2% في 2023. هذه النتائج، إلى جانب زيادة الاستثمار بنسبة 20% مقارنة بسنة 2023، تؤكد على أن السياسات الحكومية المسؤولة والإصلاحات الجريئة أثمرت مشاريع جديدة وفرص عمل للشباب.
وفي سياق الرد على الأصوات المشككة، وجه أخنوش نقدا لاذعا لخصومه، قائلا إن “الذين يشككون في وعودنا ويبخّسون عملنا لا يهمهم سوى عدد المقاعد في البرلمان”.
وأكد أن “المواطن لا ينخدع بالكلام الفارغ لأنه يعرف الفرق بين البارحة واليوم”، مشدداً على أن “مسؤوليتنا تعني العمل من أجل الوطن والمغاربة واتخاذ قرارات تحسن حياتهم”.
وخصص رئيس الحكومة حيزا كبيرا من خطابه لجهة الشرق، مؤكداً أن هذه الجهة “لديها نفس الحق ونفس الأهمية مثل أي جهة أخرى” في الاستفادة من التنمية. وتطرق إلى جهود الحكومة لتحويل إمكانيات الجهة ومؤهلاتها إلى فرص تقود التنمية الشاملة:
وأعلن أخنوش عن جهود استثنائية لمواجهة تحدي ندرة المياه بالجهة، مؤكداً: “اشتغلنا على برنامج استعجالي لتأمين إمدادات مياه الشرب والسقي لإنقاذ الجهة الشرقية من العطش”. هذا البرنامج يشمل تسريع الأشغال في سد محمد الخامس، والعمل على محطة تحلية المياه وإزالة المعادن في وجدة، والتي “تضمن إنتاج الماء الصالح للشرب للساكنة رغم الجفاف”.
وعلى مستوى البنية التحتية الأساسية، أشار إلى إنجاز 726 كيلومتراً من الطرق، لفك العزلة وتيسير التنقل بالجهة الشرقية. كما تطرق إلى العمل على توسيع وتأهيل البنيات التحتية الخاصة بقطاع الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
ولمواجهة نسبة البطالة في الجهة، أكد أخنوش أن “خريطة الطريق التي نسرع فيها بالجهة الشرقية هدفها خلق مناصب شغل”، وذلك عبر العمل على جلب شركات في قطاعات مختلفة لكي تستثمر في الجهة، بما في ذلك منطقة التسريع الصناعي بالناظور غرب المتوسط، لاستقطاب مقاولات صناعية ضخمة، كمصانع شفرات التوربينات والإطارات.
وأكد أن مستقبل البلاد يبدأ من الشباب، مشددا على أن الحكومة تعمل على “تطوير الكفاءات التقنية والمهنية للشباب لكي يلبوا احتياجات سوق الشغل ويواكبوا العصر”.
ولدعم السياحة، التي تعتبر قطاعا حيويا للجهة الشرقية، أشار رئيس الحكومة إلى زيادة عدد المقاعد في الطائرات بنسبة 60% لرفع عدد السياح، بالإضافة إلى استفادة 48 مشروعاً في الجهة الشرقية من برنامج “Go Siyaha”، معتبرا أن ذلك يعكس التزام الحكومة بتعزيز جاذبية الجهة واستغلال مؤهلاتها السياحية.
وفي ختام كلمته، أكد أخنوش أن حزبه لا ينتظر الاستحقاقات، فـ “حزبنا لا ينتظر الانتخابات لكي ينزل للميدان”. ووجه دعوة مباشرة وصريحة لمناضلي “الأحرار” في الجهة الشرقية، قائلاً: “اذهبوا عند المواطنين وتحدثوا معهم بوضوح وصراحة”، واستمعوا لمشاكلهم ومطالبهم.
وخلص أخنوش إلى تجديد العهد بمواصلة العمل لخدمة الوطن والمواطنين تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، من أجل “بناء مغرب صاعد يحترم الكرامة ويعطي نفس الفرص للجميع”. ووجه رسالة تحفيزية لمناضلي حزبه، مؤكدا أن “المسار ليس سهلا، ولكن بالشجاعة وبالعمل وبالتعاون سنصل”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...
body.postid-1152232