خرجت أندريا هيدالغو، زوجة المغربي يونس بلال الذي قتل على يد متقاعد من الجيش الإسباني، لتنتقد القضاء الإسباني والسياسيين، مؤكدة أن الحادث عنصري يستوجب مزيدا من التحرك للإنصاف.
زوجة الضحية سردت قصتها المؤلمة لوكالة الأناضول التركية قائلة: “كنت بالخارج لشراء العشاء من مكان قريب، لكن الناس الذين كانوا هناك قالوا إن الأمر بدأ عندما جلست النادلة في المقهى بجانب مجموعة أشخاص من المغرب أثناء فترة استراحتها. جلست مع أشخاص كان أحدهم هو ابن عم ابني”.
وأضافت: “بعدها نهض هذا الرجل (القاتل)، وبدأ الصراخ على النادلة لأنها تجلس مع المغاربة وأخذ صينيتها”.
وتابعت: “تحدث يونس إلى النادلة، وقال لها أن تجلس معهم ولا تقلق. ثم غادر الرجل، وعاد إلى المقهى بعد أن بدل ملابسه وأخذ سلاحه. ومع صرخة: اللعنة للمغاربة.. اللعنة للمغاربة، أطلق النار على يونس ثلاث مرات”.
وشددت على أن ردة الفعل ستكون مختلفة، وسيتم وصف الجريمة بـ”العمل الإرهابي”، لو أن زوجها يونس هو من أطلق النار على الرجل.
وأكدت أن يونس لم يكن عنصريا، بل الآخر هو العنصري، و”لو كان الأمر مختلفًا، كنا سنشاهد الحادثة كثيرًا على وسائل الإعلام، لكنهم يريدون التستر على هذا. لن أسمح لهم، لن أتوقف”.
وقالت إن السياسيين المحليين من منطقة مزارون لم يقولوا لها أي شيء، ولم يقدموا لها التعازي أو يعرضوا المساعدة، أما دوليًا، فالقنصلية المغربية كانت حاضرة، لكن لا شيء من جهة إسبانيا.
وتساءلت عن غياب التجاوب السياسي مع الجريمة، مشيرة إلى أنها لا تملك عملاً وكانت تعتمد على يونس لرعاية أولادها الثلاثة، فالعثور على وظيفة دائمة ليس سهلا: “لدينا عقد إيجار لمنزل بغرض التملك، ولا يمكنني بمفردي دفع ما تبقى من الثمن”.
وأكدت وجود العنصرية في إسبانيا، قائلة إن “الناس يعتقدون أن الجميع ليسوا متساوين، ولكني أعتقد أنهم متساوون. ما هي الاختلافات (؟) العِرق، البلد، الشعر، لكن كل شخص لديه دم بداخله. هناك أناس طيبون وسيئون، سواء من إسبانيا أو المغرب أو من كولومبيا، لكن في النهاية، كلنا متساوون”.
واستدركت: “بالطبع ليس كل شخص عنصريا، ولكن بعض الناس كذلك. فمثلا، هناك سياسي من حزب بالحكومة المحلية كان لطيفًا معي، وقام بمواساتي، وقال إنهم سيكونون هناك من أجلي”.
وتابعت: “لكن سياسيا آخر يقول إن ما نفعله هو مجرد إعطاء سمعة سيئة لمزارون، ولا ينبغي أن نستمر بالحديث عن العنصرية، لأن الناس لن يرغبوا بالقدوم إلى هناك في أيام العطلات هذا الصيف”.