وتشهد المنطقة منذ أيام، سلسلة من مواجهات دامية بين أشخاص من دوار “تلارواق” ودوار “ثيغيسا”، إذ على طريقة “حرب العصابات” يباغت بين الفينة والأخرى كل طرف بعض المحسوبين على الطرف الآخر بهجمات خاطفة توظف فيها الأسلحة البيضاء والهراوات. مما أعاد أجواء التوتر والعنف و”السيبة” لتخيم من جديد على المنطقة بإقليم الحسيمة، بعد تجدد المواجهات بين أهالي القبائل المتصارعة، بخلفيات امتزج فيها الصراع القبلي ونزاعات الأرض والحدود، بحسابات المخدرات.
كما سجلت المنطقة خلال منتصف هذا الأسبوع، سلسلة من الاعتداءات والكر والفر بين الطرفين، استهدفت محلات تجارية وخدماتية ومقاهي ومحاصيل زراعية، مما أسفر عن تسجيل عدة إصابات في صفوف الطرفين مع إلحاق خسائر مادية فادحة ببعض المحلات المستهدفة بالهجوم، والهجوم المضاد.
وتجددت المواجهات مرة أخرى بين “الإخوة الأعداء” منتصف هذا الأسبوع، لتزامنه مع انعقاد السوق الأسبوعي لإساكن، والذي يعتبر أكبر تجمع بشري أسبوعي بمنطقة الريف وجبالة، حيث أسفرت الاشتباكات العنيفة عن تسجيل إصابة شخصين بجروح خطيرة نقلا على إثرها إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي لتلقي الإسعافات الأولية اللازمة والعلاج الضروري.
وعقب تلك المواجهات، خرج العشرات من المتظاهرين من دوار “تلارواق” و”ثيغيسا” المتناحرين صوب مركز الدرك الملكي بإساكن، حيث عمد المحتجون المنتمين للدوارين المذكورين بعد تبادل الاتهامات بينهم، على شل حركة السير والمرور بالطريق الوطنية رقم 2، الرابطة بين الحسيمة وتطوان، حيث طالب كل طرف من السلطات المعنية بالتدخل لحمايتهم من الاعتداءات التي تطالهم وتهدد سلامتهم وممتلكاتهم، وإيقاف قادة هذه الهجمات المتكررة التي تذكرنا بعهد “السيبة” التي كانت سائدة بالبلاد في القرن 19، متسائلين عن جدوى وجود مركز للدرك الملكي بالمنطقة، إذا كان لن يتدخل لوضع حد لهذه الاعتداءات.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...