أكد محمد بنحمو، مدير المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، على أن الخطاب الذي وجهه الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 22 لتربعه على العرش هو خطاب العقل والمسؤولية والمستقبل، وأنه تضمن إشارات واضحة لتجاوز أزمات وعقد الماضي التي أثرت سلبا على خلق علاقات طبيعية بين المغرب والجزائر، ذلك لأنه لا يمكن لهذا الوضع القائم وغير الطبيعي أن يستمر لكون الأسباب التي كانت وراء إغلاق الحدود سنة 1994 أصبحت متجاوزة وبالتالي فإن هذا الإغلاق لم يعد مبررا.
وأبرز بنحمو في اتصال هاتفي مع موقع “الأنباء تيفي”، بأن هنالك إشارات واضحة تعبر عن رغبة المغرب في طي صفحة الماضي والتوجه نحو المستقبل المشترك خاصة أن التحديات التي تواجه المنطقة هي تحديات كبيرة جدا وتقتضي مواجهتها بالتكامل والتعاون والوحدة حتى لا تكون لها آثار سلبية على البلدين وعلى المنطقة المغاربية خاصة في ظل الوضع الراهن الذي تشهده “فليبيا مازالت لم تخرج من المجهول وتونس لازالت تبحث عن الطريق ومنطقة الساحل والصحراء تعد بمثابة بركان يغلي”. إذا فإن الأوضاع الإقليمية غير مستقرة ما ينذر بتنامي التهديدات، وبالنظر لهذا السياق، جدد الملك الدعوة لفتح الحدود وبناء علاقات عادية وطبيعية مع التأكيد على أن المغرب لن يكون أبدا مصدر خطر على الجزائر وهي إشارة للتنمية وتدعيم الثقة وتوضح بالملموس حسن نوايا المغرب تجاه الجزائر.
وأشار بنحمو إلى أن الاستمرار في إغلاق الحدود يخلق انغلاقا ويعمق الهوة بين شعبين نكاد نقول بأنهما شعب واحد ولهما قواسم كثيرة مشتركة، مشددا على أنه على من يستمر في إغلاق الحدود أن يتحمل مسؤوليته التاريخية فيما سيترتب عن ذلك من آثار سلبية على حقوق الانسان، والتي من بينها الحق في التنقل وكذا نقل البضائع، كما سيكون لزاما عليه تحمل مسؤولية التكلفة الاقتصادية والتنموية لغلق الحدود وهي تكلفة باهضة.
واعتبر بنحمو بأن الخطاب الملكي وجه عددا من الرسائل لقادة الجزائر، والتي ينبغي التقاطها بكل إمعان ومسؤولية وكسر الحاجز النفسي وطمس الأنا الذي طغى والتحرر من إرث الماضي حتى يكون اللقاء لقاء النبلاء ويكون الخروج من هذه الأزمة خروج الشجعان، ذلك لأن هنالك مسؤولية أمام الأجيال الحاضرة والقادمة فيما يخص استمرار إغلاق الحدود خاصة بعد أن أظهر المغرب بإلحاح بأن يده ممدودة، وما يهم المغرب اليوم هو أن تجد هذه الدعوة آذانا صاغية.
ويرى بنحمو بأن الالحاح في الدعوة يعبر عن الإرادة السياسة القوية الفعلية والحقيقة للمغرب في بناء علاقات طبيعية مع الجزائر وبناء الاتحاد المغاربي مشيرا إلى أن إمكانية التقاط هذه الدعوة قائمة هاته المرة، مشيرا إلى أن المغرب عبر بصراحة وبقوة عن إرادته في بناء علاقات طبيعية، ويطمح إلى أن يلقى هذا النداء صدى عند القادة بالجزائر، و”إلا سيكون من الضروري أن يتحملوا المسؤولية الأخلاقية والسياسية في استمرار هذا الوضع”.