رغم أن الكل كان ينتظر التساقطات المطرية بشغف، علها تنعش آمال الفلاحين وتنهي تخوف المواطنين من الدخول في أزمة عطش، إلا أنها تشكل خطرا كبيرا وكابوسا حقيقيا لفئة مهمة من مجتمعنا.
فأصحاب المنازل والمحلات التجارية الهشة، تصير التساقطات المطرية بالنسبة إليهم جحيما، وذلك مخافة أن تهوي الأسقف التي تأويهم فوق رؤوسهم، وبالتالي التسبب في كارثة قد تأخذ أرواحا بشرية، وليس فقط في الخسائر المادية التي لن يستطيع المواطن المغربي تكبد المزيد منها، أمام الظروف الاجتماعية والاقتصادية المتأزمة التي يعيشها.
والنموذج من عمق المدينة العتيقة بمراكش، التي كان من المفترض أن تنتهي أشغال تأهيل العديد من منازلها سنة 2017 في إطار مشروع الحاضرة المتجددة، لكن الأقدار شاءت أن تستمر معاناة هؤلاء إلى سنة 2022، بل وإلى وقت غير معلوم، أمام عدم إبداء أي مبادرة لإتمام أو بالأحرى لبدء أشغال هذا المشروع الملكي.
فهؤلاء يعيشون خوفا كبيرا، وليلهم بات كما نهارهم، مستعدون في أي لحظة للهرب من الانهيار، غير آبهين بممتلكاتهم، لأن النجاة بأرواحهم قد تصير معجزة في حالة حلول الكارثة التي يعلم المسؤولون بمدى حجمها، لكنهم لا يبدون أي رغبة في التحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاءه قبل فوات الآوان.
وبطوالة السمارين، وبالضبط بمدخل سوق سماط المرݣة بالمدينة العتيقة مراكش، تسببت القطرات المطرية القليلة التي شهدتها الحمراء خلال الساعات الماضية، في إنهيار سقف محاذي لمجموعة من المحلات التجارية، مما كاد يتسبب في كارثة بشرية، ليس فقط على من يتواجد بالمحلات فقط، وإنما حتى على المارة من المواطنين والسياح الأجانب بهذا الممر السياحي، رغم أن هذا المكان كان مبرمجا للاستفادة من مشروع الحاضرة المتجددة الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس بمدينة مراكش سنة 2014.
وقد أطلق هذا المشروع في العهد الذي كانت فيه فاطمة الزهراء المنصوري عمدة على مراكش، من طرف جلالة الملك محمد السادس سنة 2014، حيث كان من المفترض أن تنتهي أشغاله سنة 2017، إلا أن لامبالاة حزب العدالة والتنمية الذي فاز سنة 2015 بعمودية مراكش، تسببت في تعثر أشغال هذا الورش المهم بشكل كبير، خاصة على مستوى المدينة العتيقة، التي كانت مبرمجة من أن تستفيد من برنامج تأهيل مهم، مما جعل صاحب الجلالة يغضب من المسؤولين بالحمراء أكثر من مرة، خاصة خلال الفترة التي سبقت محطة انعقاد مؤتمر كوب 22، حيث استمرت الاحوال على ما عليه، إلى أن انتهت حقبة البيجيدي، لتعود بنت الباشا المنصوري من جديد لتولي عمودية مراكش، ثم مسؤولية هذا المشروع التي هي كانت مشرفة عليه في البدء، لكن ولحدود الساعة لا زال المواطنون وأصحاب المحلات التجارية ينتظرون استئناف أشغال هذا المشروع حتى يستفيد منه كل المعنيين دون استثناء.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...