تتربع النفايات المعدنية بإقليم جرادة، على مساحة كبيرة تبلغ 170 هكتارا، وتتوزع على خمس جماعات، وتقع معظمها في مناطق ذات إمكانات عمرانية هائلة؛ مما يحرم مدينة جرادة من إمكانية التهيئة، ويؤثر سلبا على البيئة. وتضم هذه المساحة 12 كومة نفايات معدنية موزعة على 9 أكوام من مخلفات الفحم، و3 أكوام من نفايات الرصاص والزنك، بحجم إجمالي يبلغ 33 مليون طن، من بينها كمية كبيرة من نفايات الفحم بنسبة 90 بالمائة من الكربون، بالإضافة إلى المعادن التي تحتوي على الرصاص والزنك والفضة.
وأظهرت الدراسات أن النفايات المعدنية بجرادة تشكل ثروة حقيقية يمكن استغلالها وفق نماذج مختلفة حسب الأهداف المتوقعة؛ وهي التنمية الاقتصادية، وتعزيز فرص الشغل المحلية، والتنمية، واستدامة النشاط. ومن بين السبل المقترحة، استخراج البقايا المعدنية، ولا سيما الفضة والزنك والرصاص والمغنيزيوم، والتثمين الطاقي لبعض النفايات المعدنية، واستعمالها أيضا في مواد البناء بعد استخراج الجزء المعدني.
كما أشارت الدراسات المقدمة إلى إمكانية إعادة تأهيل بعض أكوام النفايات للحفاظ على ذاكرة المكان، مع العمل على وقف الآثار البيئية للمخلفات المعدنية.
وفي هذا السياق، احتضنت مدينة جرادة ورشة حول مشروع تثمين النفايات المعدنية، المندرج في إطار برنامج تنمية إقليم جرادة 2018-2020″. بهدف تجميع البيانات المستخلصة من هذه الدراسات، وإطلاق مشاورات حول النموذج الذي سيتم اعتماده لتثمين النفايات المعدنية المتواجدة، بشكل خاص، على مستوى مدينة جرادة، وبمنطقة تويسيت – سيدي بوبكر.
يذكر، أن تنفيذ مشروع تثمين النفايات المعدنية، تم بشراكة بين عدة متدخلين من بينهم إقليم جرادة، ووزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، والمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، ومجلس جهة الشرق، ووكالة تنمية الشرق، ومديرية أملاك الدولة، وشركة العمران – جهة الشرق، والمركز الجهوي للاستثمار بجهة الشرق، بالإضافة إلى المجلس الإقليمي لجرادة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...