أن تعيش دون عمل، يعني أنك تموت في اليوم أكثر من مرة، يعني أنك تعيش بلا هدف وبلا قرار وبلا مستقبل.. هكذا عبر مجموعة من الشباب عن معاناتهم مع شبح البطالة لموقع الأنباء تيفي، وذلك لعدم تمكنهم من ايجاد فرصة شغل رغم محاولاتهم العديدة والمتعددة.
“اسماعيل” شاب يبلغ من العمر 22 سنة، أكد في تصريحه لموقعنا، على أنه لم يتمكن من متابعة دراسته لعدة أسباب، فغادرها مبكرا وهو يبلغ من العمر 14 سنة، وبعدها حاول مساعدة والده في مصاريف البيت.
يقول اسماعيل، على أنه اشتغل في مجال البناء، إلا أنه لم يتمكن من الاستمرار في العمل بالميدان، بالنظر إلى صغره وضعف بنيته الجسدية، فقرر التوجه إلى مجال التجارة، وبمساعدة من أمه، تمكن من الحصول على قرض من مؤسسة لتمويل المشاريع، فقام باقتناء مجموعة من السلع لبيعها، بعد أن تمكن من إيجاد مكان له وسط الباعة الجائلين بشارع القواس بمنطقة المحاميد مراكش.
يضيف المتحدث، أنه اشتغل مدة 3 أيام، وذلك قبل أن ينصدم بمصادرة سلعه من طرف القوات العمومية في إطار حملة لتحرير الملك العمومي، وهو ما شكل له صدمة كبيرة، خاصة أنه لم يتمكن من بيع كل سلعه، كما أنه لازال غارقا بدين لم يدفع منه أي “طريطة”.
وأمام هذا الوضع، يؤكد اسماعيل، أنه لم يتبقى له أي حل، سوى أن يبحث عن عمل آخر، ولم يجد سوى حرفة أبيه، الذي يقوم بتجميع الأزبال (الميخالا)، على الأقل، إلى حين تجميع جميع أقساط الدين العالق بذمته.
في أول يوم، يقول اسماعيل لموقعنا، أنه تمكن من تجميع 120 درهم، بعد أن قام والده بتوفير عربة له وبغل، مضيفا، أنه في البدء وجد صعوبة في قيادة العربة من أجل التوجه نحو التجمعات السكانية البعيدة عن منزل أسرته، وذلك قبل أن يتأقلم مع الوضع بعد بضعة أيام.
يؤكد اسماعيل، أن تجميع الأزبال، مهنة باتت الأفضل بالنسبة إليه، رغم الروائح الكريهة للأزبال (التي تعود عليها)، وكذا الحوادث التي كان يتعرض إليها بشدة في البدء، كالإصابة بجروح بسبب مخلفات الزجاج التي قد يصادفها ضمن النفايات.
ومن جهة ثانية، يشير اسماعيل، أنه وبعد مدة استطاع أن يعزز مكانته لدى ساكنة مجموعة من التجمعات السكانية بمنطقة المحاميد بمراكش، حيث بات يحصل على إكراميات مهمة من طرف بعض المواطنين، بل وهناك من تعاقد معه من أجل تقديم خدمة جمع النفايات المنزلية مقابل مبلغ شهري.
وفي هذا الصدد، يؤكد اسماعيل، أنه في بعض الأيام، يتمكن من تحصيل أزيد من 200 درهم في اليوم، بالإضافة إلى ما قد يتم تجميعه من النفايات من أغراض صالحة للبيع أو يمكن استغلالها.
يقول اسماعيل، أنه وبعد اكتشافه للمجال، أقنع مجموعة من أصدقائه العمل فيه لمواجهة شبح البطالة، شرط عدم منافسته له في الحي الذي يشتغل فيه، حيث قام بمساعدتهم في البدء وتقديم نصائح لهم.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...