قبل التصويت على قرار تجديد تفويض بعثة المينورسو.. هذه المستجدات

من المتوقع أن يصوت مجلس الأمن، اليوم الخميس 27 أكتوبر، على مشروع قرار يجدد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء المغربية (مينورسو) حتى 31 أكتوبر 2023.

وفي هذا الصدد، وزعت الولايات المتحدة، مشروع النص الأولي لأعضاء المجلس في 19 أكتوبر. وذلك أعقاب مشاورات أعضاء المجلس النصف السنوية، مع المبعوث الشخصي للأمين العام للصحراء المغربية، ستافان دي ميستورا، والممثل الخاص ورئيس بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء المغربية، ألكسندر إيفانكو، في 17 أكتوبر الجاري.

القرار باللون الأزرق

عقد الأعضاء اجتماعا واحدا على مستوى الخبراء بشأن النص في 21 أكتوبر الجاري، كما وزعت الولايات المتحدة مسودة منقحة، وضعتها تحت إجراء الصمت حتى ظهر الثلاثاء 25 أكتوبر 2022، بعدما قامتا كينيا وروسيا بكسره. ومع ذلك، وضعت الولايات المتحدة مشروع القرار باللون الأزرق دون إجراء مزيد من التغييرات على النص.

كما تم إجراء العديد من التحديثات على مشروع قرار هذا العام لتجديد ولاية المينورسو، بهدف واضح يتمثل في تزويد دي ميستورا، الذي تم تعيينه في أكتوبر 2021، بمساحة ومرونة للدفع بالعملية السياسية، كما هو موضح في التقرير الأخير للأمين العام لمجلس الأمن، أنطونيو غوتيريش. إذ أن المغرب يفضل استئناف محادثات المائدة المستديرة التي بدأها سلف دي ميستورا، هورست كوهلر، في عامي 2018 و2019، بمشاركة المغرب و”بوليساريو” والجزائر وموريتانيا، حيث قال المغرب، أن هذه العملية يجب أن تستند إلى اقتراحه للحكم الذاتي للصحراء المغربية، التي قدمها إلى الأمم المتحدة في عام 2007.
ويقدم مشروع القرار باللون الأزرق لغة جديدة تؤكد على أهمية “توسيع جميع الأطراف المعنية لمواقفها من أجل التقدم في حل”.
ويعبر مشروع القرار كذلك، عن دعمه “للبناء على تقدم وإطار عمل المبعوث الشخصي السابق”، ويشجع بقوة المغرب والجزائر وموريتانيا، على التعامل مع المبعوث الشخصي.

ومن جهة ثانية، أضافت الولايات المتحدة لغة جديدة في مسودة هذا العام، والتي تدعو إلى استئناف إعادة الإمداد الآمن والمنتظم لمواقع فريق المينورسو. هذه القضية أثيرت في تقرير الأمين العام، حيث فرضت “البوليساريو”، قيودا على حركة بعثة الأمم المتحدة.

مساعدات انسانية

كما أدخلت الولايات المتحدة لغة جديدة لتجديد التفويضات هذا العام، تشجع بقوة المانحين على تقديم أموال إضافية ولوكالات المعونة، لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية. ويعكس ذلك مخاوف بشأن انعدام الأمن الغذائي الشديد وسوء التغذية في مخيمات اللاجئين في تندوف، بسبب فجوات التمويل التي أجبرت برنامج الأغذية العالمي، على خفض الحصص الغذائية في المخيمات بنسبة 80 في المائة.

وجع الرأس

اعتبرت كينيا وروسيا أن مسودة النص غير متوازنة، وهو الموقف الذي عبرتا عنه في تجديد التفويضات السابقة لبعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء المغربية، واقترحا عدة تنقيحات. وكان من بين اهتماماتهما الرئيسية جعل مشروع القرار يميز بوضوح أكبر بين البلدان المعنية. إذ يبدو أن كلا من كينيا وروسيا طلبتا أيضا الإشارة بشكل أوسع، إلى مساهمات جميع المبعوثين الشخصيين السابقين، بدلا من تحديد المبعوث الشخصي كولر، والذي يبدو أنه يعطي وزنا أكبر لشكل المائدة المستديرة الخاص به.
واحتوى النص المعدل الذي وزعته الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الأسبوع، على ثلاث تغييرات من المسودة الأصلية، إذ طلبت أيرلندا، بدعم من كينيا والمكسيك والنرويج، تحديث اللغة في فقرة الديباجة حول مشاركة المرأة في المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة. وتمت مراجعة المسودة لتشجيع مشاركة المرأة “الكاملة والمتساوية والهادفة” بدلا من المشاركة “الكاملة والفعالة والهادفة”.
كما اقترحت أيرلندا، تضمين منطوق مشروع القرار فقرة من ديباجتها، بشأن تعزيز التعاون مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان. في حين أن حامل القلم (الأمم المتحدة) لم يقم بإجراء هذا التغيير، إلا أنه عزز اللغة في فقرة الديباجة من خلال استبدال عبارة “مشجع بشدة” بكلمة “حث” على تعزيز التعاون مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان.
وتم إجراء تعديل ثالث ومماثل للنص “لحث” وكالات الإغاثة على تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، بدلا من “تشجيعها بقوة”.

إن العديد من أعضاء المجلس كرروا يوم الثلاثاء الماضي، دعمهم للإبقاء على مشروع القرار كما هو. مع قيام الولايات المتحدة بوضع نص بدون تغيير باللون الأزرق، فمن غير الواضح ما إذا كانت كينيا وروسيا ستدعمان القرار في تصويت اليوم. على الرغم من الإعراب عن بعض المخاوف المماثلة خلال مفاوضات العام الماضي، صوتت كينيا لصالح القرار 2602 المؤرخ 29 أكتوبر 2021 الذي جدد ولاية المينورسو وامتنعت روسيا عن التصويت على جميع تجديدات تفويض المينورسو منذ عام 2018 (ست مرات).