تابعونا على:
شريط الأخبار
زخنيني: تورط بعض المنتخبين في الفساد و تدعو الأحزاب إلى مراجعة منهجية اختيار النخب فيدرالية اليسار الديمقراطي تدعو للمشاركة في احتجاج مناهضة “الفساد” فتح معبر “زوج بغال” لتسليم جثتي شابين للمغرب 5 قرارات جديدة تعزز الإطار التنظيمي لقانون المؤسسات السياحية هل تم تسريب امتحانات البكالوريا؟ برادة يجيب مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات.. الدريوش تؤكد التزام المغرب بحماية البيئة البحرية العين الاماراتي يعلن تعاقده رسميا مع نسيم الشاذلي في أولى جلسات محاكمته.. دفاع بودريقة يلتمس السراح المؤقت لموكله تحديد اختصاص المؤسسات الجامعية على طاولة المجلس الحكومي برادة: طرق الغش تطورت وارتفعت نسبتها بين المرشحين الأحرار مدرب البنين: هدف الكعبي يستحق التصفيق له المغرب يستورد 238 ألف رأس غنم و90 ألف رأس بقر لحماية القطيع الوطني إتحاد طنجة يشكو نجم الوداد للجنة النزاعات توقيف 3 أشخاص بتيفلت للاشتباه في ترويج المخدرات 8 غيابات عن رحلة الوداد صوب أمريكا مليار لانتقال نجم البطولة لروسيا وزارة الحج والعمرة تكرم مكتب شؤون حجاج المغرب بجائزة التميز في التواصل بعثة الوداد تشد الرحال إلى أمريكا فتح تحقيق بعد تداول وثائق منسوبة للمجلس الأعلى للسلطة القضائية غينيا الاستوائية تشيد بدور الملك في حماية المحيط الإفريقي

كتاب و رأي

3 شروط من أجل تغيير أسلوب التفكير لدى الأغلبية

08 يناير 2024 - 11:41

شهدت منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط انتفاضات سميت “ثورات” سنة 2011، كما سميت “ربيعا“، دون أن تؤدي لما ينبغي أن تؤدي إليه الثورة من تغيير جذري، بل على العكس تماما، فالدول التي كانت سباقة إلى الانتفاضات و“الحراك” الشعبي تراجعت خطوات واسعة إلى الوراء على جميع الأصعدة، وما زالت تتواجد حتى اليوم في أوضاع سيئة، ما جعل الربيع خريفا، والثورة نكوصا، فما الذي جرى تحديدا ؟

كانت انتفاضات 2011 انتفاضات شعبية بتأطير ديمقراطي ضعيف، أو أحيانا غائب في بعض البلدان، وبعقليات لم تنضج بعدُ من أجل التغيير بسبب سياسات الأنظمة التي حرصت على عدم السماح بتطور نسبة الوعي في الاتجاه الصحيح، كما عملت على خلق تيار مجتمعي ضدّ الإصلاح، علاوة على أنّ الكثير من الحشود التي خرجت إلى الشارع كانت تريد التخلص من بعض الوجوه دون أن تعرف تحديدا ما ستفعله بعد ذلك، وهذا يعني أن الثورة الحقيقية إنما ينبغي أن تحدث قبل الشارع في العقول والذهنيات، بتغيير أسلوب التفكير لدى الأغلبية وخلق تيار مجتمعي مهيأ للتغيير الشامل والنهضة الحقيقية، وهذه العملية بحاجة إلى شروط ثلاثة:

ـ نظام تربوي يضع الإنسان في مركز اهتمامه، ويعمل على بناء الوعي المواطن وصقل الشعور الوطني عبر التربية على الحرية والمبادرة والإبداع وحُب الوطن، وعلى النزعة الإنسية المنفتحة على العالم ومكتسبات العصر.

ـ تأطير يومي عبر وسائل الإعلام وكل قنوات التواصل الرسمية وغير الرسمية من أجل جعل المواطن مستوعبا لمشاريع الدولة وبرامجها، ومنخرطا فيها ومشاركا بدينامية ترفع من إنتاجيته، وتجعله يشعر بطمأنينة اجتماعية وبقدر من السعادة، وبأثر عمله على وضعية البلد وتطوره.

ـ تخليص المواطنين منذ الطفولة من كل سلبيات التراث القديم التي تُعطاها للأسف الأولوية وتتمّ إشاعتها بدل كل القيم النبيلة والبناءة. وجعل معيار النظام القيمي هو الحرية والمسؤولية والمساواة على قاعدة المواطنة، وإلغاء كل أنواع التمييز بسبب العقيدة أو اللون أو اللسان أو العرق أو النسب العائلي.

هذه الإجراءات لا يمكن أن تنجح فعليا إذا لم يتم إنجاز خطوات سياسية أخرى على أعلى مستوى، من أجل تفكيك عوامل الجمود والنكوص المتمثلة في:

ـ الطابع المزدوج للدولة السلطوية، التي تعيش ارتباكا يوميا بين تقليدانية متجذرة وعصرانية سطحية.

ـ التمركز المفرط لنموذج الدولة الوطنية التقليدي، على حساب الهوامش المنسية التي تضم أغلبية السكان.

ـ غلبة التاكتيك الظرفي الضيق وغياب استراتيجية واضحة للتنمية والدمقرطة على المدى الطويل.

ـ تكريس استعمال الدين في المجال السياسي (وبمنظور تراثي) كأحد أسس الشرعية، في غياب الشرعية الديمقراطية القائمة على فصل السلطات واحترام الحريات والمساواة التامة بين الجنسين وسمو القانون فوق الجميع.

ـ وجود فساد بنيوي في مختلف هياكل الدولة ومؤسساتها والذي سرعان ما تحول إلى ثقافة وذهنية سائدة في المجتمع تعرقل كل تطور ديمقراطي.

ـ ضيق وتناقض الإطار القانوني بسبب الطابع المزدوج للدولة، وجمود العقل المشرّع أو نكوصه، ورعاية نظام اجتماعي متخلف.

ـ تراجع الأحزاب السياسية وتخليها عن دورها في التأطير وحمل مشعل التغيير، وذلك بسبب إنهاك السلطة لها، وضعف القوى المدنية الضاغطة وتشرذمها.

ـ ارتباط المنظومة التربوية بالحسابات الظرفية للسلطة ورهاناتها التاكتيكية عوض اعتبارها ورشا وطنيا لبناء الإنسان المواطن.

ـ تضخم الشعارات وتراجع الممارسات، حيث توجد دائما هوة كبيرة بين التزامات الدولة وممارستها الفعلية وأسلوب اشتغالها.

ـ تراجع دور المثقفين وضمور الفكر السياسي.

ـ تراجع القيم التي تجمع بين أبناء المجتمع الواحد وخاصة الشعور بالانتماء إلى الوطن المشترك.

إن هذه العوائق المستحكمة نجدها في مختلف بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط بدرجات متفاوتة، ونرى بأن التطور الديمقراطي بحاجة إلى تداركها عبر التمكين الفعلي للسير العادي للمؤسسات، وتوفير مرتكزات المواطنة والحكامة وفصل السلطات والتوزيع العادل للثروة.

ومن شأن القيام بهذه المهام الإصلاحية الجوهرية خلق ثقافة جديدة مؤطرة لتيار مجتمعي أغلبي مختلف تماما عن التيار الغالب في الظروف الراهنة، والذي هو تيار مضاد للتغيير والإصلاح، وهذا ما يمكن تسميته بـ“الثورة الثقافية” التي ظلت إلى اليوم مؤجلة، تاركة المجال لانتفاضات سياسية واجتماعية شكلية لا تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور والتراجع.

ويعني هذا أن زعزعة الاستقرار الموجود وأسس الدولة بدون تأهيل المجتمع وخلق نسبة من الوعي الديمقراطي لدى الأغلبية، مع وجود نخب وطنية فاعلة ومؤثرة، إنما يؤدي حتما إلى هدم دون بناء أي بديل حقيقي.

 

 

 

تابعوا آخر الأخبار من انباء تيفي على Google News

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

سياسة

زخنيني: تورط بعض المنتخبين في الفساد و تدعو الأحزاب إلى مراجعة منهجية اختيار النخب

للمزيد من التفاصيل...

تحديد اختصاص المؤسسات الجامعية على طاولة المجلس الحكومي

للمزيد من التفاصيل...

أخبار العالم

مأساة المهاجر المغربي غير النظامي في كندا

للمزيد من التفاصيل...

وزير الداخلية السعودي يعلن نجاح موسم الحج

للمزيد من التفاصيل...

مال و أعمال

شراكة كندية مغربية لتطوير مشروع لاستخراج التيتانيوم بكاب جوبي

للمزيد من التفاصيل...

مؤسسات الإيواء السياحي تسجل أزيد من 4,2 ملايين ليلة مبيت خلال فبراير المنصرم

للمزيد من التفاصيل...

أخر المستجدات

زخنيني: تورط بعض المنتخبين في الفساد و تدعو الأحزاب إلى مراجعة منهجية اختيار النخب

للمزيد من التفاصيل...

فيدرالية اليسار الديمقراطي تدعو للمشاركة في احتجاج مناهضة “الفساد”

للمزيد من التفاصيل...

فتح معبر “زوج بغال” لتسليم جثتي شابين للمغرب

للمزيد من التفاصيل...

5 قرارات جديدة تعزز الإطار التنظيمي لقانون المؤسسات السياحية

للمزيد من التفاصيل...

هل تم تسريب امتحانات البكالوريا؟ برادة يجيب

للمزيد من التفاصيل...

مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات.. الدريوش تؤكد التزام المغرب بحماية البيئة البحرية

للمزيد من التفاصيل...

العين الاماراتي يعلن تعاقده رسميا مع نسيم الشاذلي

للمزيد من التفاصيل...

في أولى جلسات محاكمته.. دفاع بودريقة يلتمس السراح المؤقت لموكله

للمزيد من التفاصيل...