قال الدكتور خالد شيات، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعة محمد الأول بمدينة وجدة، أن زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للمغرب، تحمل الكثير من الدلالات التاريخية والعميقة، خاصة فيما يتعلق بملف الصحراء المغربية.
وأوضح الدكتور خالد شيات في تصريح لموقع الأنباء تيفي، أن هذه الزيارة هي مناسبة لتثمين وتتويج الموقف الفرنسي الذي عبر عنه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بخصوص قضية الصحراء المغربية وبخصوص الموقف التاريخي والنهائي لفرنسا فيما يتعلق بالحل المرتبط بالحكم الذاتي.
واعتبر شيات في ذات التصريح، أن هذه الزيارة رمزية وتحمل الكثير من الدلالات التاريخية والعميقة، وذلك على اعتبار أن فرنسا كان لها دور تاريخي في هذا الملف، كستمعر سابق، كما أن لها مسؤولية تاريخية ولها معرفة دقيقة بهذه القضية.
وانطلاقا من ذلك، يرى أستاذ القانون الدولي، أن المغرب وفرنسا حافظا على قدر من التواصل ومن التكامل على المستوى الاقتصادي، حيث حافظا على أدوات تواصلية عديدة (وإن كانت لها حدود سياسية)، حيث بقيت أحبال كثيرة تمكن من خلالها المغرب أن يعبر عن موقفه مع مجموعات فرنسية مختلفة، سواء كانت حكومية أو غير ذلك.
واعتبر شيات، أن هذا الأمر كان مهما جدا، حيث وبالرغم من أن المغرب كان في حالة أزمة مع فرنسا، إلا أنه كان هناك دائما مجال لإيصال فكرته إلى المسؤولين الفرنسيين.
وفي هذا الصدد، أشار المتحدث، إلى أنه على المستوى الاقتصادي بقيت فرنسا دولة لها روابط اقتصادية في المغرب رغم الأزمة السياسية، وهذا يوضح، حسب أستاذ القانون الدولي، أن المغرب يفرق ما بين المجال السياسي والاقتصادي والنفعي، مشيرا إلى أن ذلك يتجلى من خلال احتلال فرنسا خلال السنة الماضية مرتبة متقدمة فيما يتعلق بالاستثمار والتجارة الخارجية، مؤكدا على أن ذلك دليل على أن الدولة المغربية لديها أيضا قدرة على التفاضل بين ما هو سياسي واقتصادي وكذا فيما يتعلق بالمصالح والمزايا..
وفي هذا السياق، قارن شيات ما بين المغرب وجارته الجزائر، حيث أكد على أن الأخيرة تتعامل بانفعالية فيما يتعلق بسياستها الخارجية، خاصة أن قطاعيها الاقتصادي والتجاري مرتبطان بالدولة، وبالتالي تكون أزمة سياسية مع تسجيل تراجع على المستوى الاقتصادي، ولذلك يرى المتحدث، أن أهم شيء في زيارة ماكرون للمغرب، هو تثمين الجانب السياسي والاقتصادي، والتجديد والتعاون على مستوى الاقتصادي والترابط فيما يتعلق بمجموعة من القطاعات.
إضافة إلى ذلك، يشدد المتحدث على أن هذه الزيارة لا يمكن أن تمر دون استحضار الجانب المرتبط بقضية الصحراء المغربية والاعتراف الفرنسي بهذه القضية، مشيرا إلى أن هذه الزيارة قد تتكلل بالاتفاق على الاستثمار في الأقاليم الجنوبية أو بالقيام بزيارة لهذه الإقاليم.
وفي حالة إن تم ذلك، حسب شيات، فإن هذه الزيارة ستشكل درسا قويا لخصوم المغرب وستؤكد على أن المغرب لديه قدرات دبلوماسية واستراتيجية كبيرة جدا تمكنه من الحفاظ على مصالحه الاستراتيجية والحيوية بغض النظر عن كل المحاولات التي يقوم بها الخصوم من أجل التضييق عليه.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...