كشف ياسر الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، أن 40 في المائة من أموال الصندوق المستثمرة عالميا، يتم استثمارها في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح الرميان، في كلمة ألقاها بمناسبة انعقاد “مبادرة مستقبل الاستثمار” بمدينة ميامي الأمريكية يوم الخميس المنصرم، أن هذه الاستثمارات كان من الممكن أن تتطور بشكل أكبر لو لم تكون مجموعة من القيود.
وفي هذا الصدد، حث الرميان، إدارة دونالد ترامب على تخفيف القيود على الاستثمارات الأجنبية، وذلك بشكل يزيد من جاذبية الاستثمار بالولايات المتحدة الأمريكية.
وكدليل لنجاح الاستثمارات السعودية بالولايات المتحدة الأمريكية، أشار الرميان إلى الآثار الاقتصادية غير المباشرة المترتبة على استثمارات الصندوق، مقدما في هذا الباب نموذج شركة “طيران الرياض” التي تم تأسيسها لربط الرياض بباقي أنحاء العالم، والتي تعاقدت مع “بوينغ” قبل عامين بحوالي أكثر من 20 مليار دولار، وهو ما يترتب عليه خلق وظائف في الولايات المتحدة.
وفي نفس السياق، تحدث الرميان عن تجربة “مجموعة سافي”، باعتبارها واحدة من شركات الألعاب الإلكترونية، والتي أصبحت واحدة من أكبر الشركات بعد استحواذها على شركة أميركية “سكوبلي” بمبلغ حوالي 4.9 مليار دولار.
وقال محافظ صندوق الاستثمارات العامة في السعودية، في هذا الصدد: “على الرغم من أننا نعتبرها توظيفاً محلياً لاستثماراتنا، إلا أنها تتجه دولياً”، ولفت أيضاً إلى أن الصندوق السيادي السعودي هو أكبر مستثمر في “لوسيد”، فضلاً عن الاستثمار الاستراتيجي في “أوبر”.
بالإضافة إلى ذلك، أشار رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية، إلى أن الصندوق استثمر بشركة “ماجيك ليب” في فلوريدا، بحوالي 3 إلى 4 مليارات دولار منذ البداية. مشيرا إلى أن الصندوق يتجه إلى الاستثمار مع “جوجل” و”ميتا”، وكذا شركات عالمية أخرى.
مداخلة الرميان في هذه المناسبة، شملت أيضا مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أشار إلى أن السعودية لديها المقومات لتكون لاعباً مؤثراً في هذا القطاع خاصة في ظل “تخفيف القيود وتهيئة البيئة التنظيمية، وتوافر الأموال اللازمة للاستثمار، وجذب الأجانب، وتوافر الطاقة اللازمة لتشغيل مراكز البيانات”. ملفتا إلى أن المملكة تستهدف توفير 50% من احتياجات الطاقة من المصادر المتجددة، على أن يكون الباقي من الغاز الطبيعي مع تقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري في مزيج الطاقة.
وشدد الرميان على ضرورة الاستثمار “بحكمة” حين يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي، وقال “هذا ليس سباقاً.. عليك الاستثمار بحكمة حتى تنجح”، مستشهداً باختفاء الشركات التي قادت سباق ثورة الإنترنت في التسعينيات من أمثال “أميركا أون لاين” و”نت سكيب” و”ياهو”، في حين أن “غوغل” -رغم أنها جاءت متأخرة في هذا السباق- إلا أنها حققت مسيرة نمو مطرد وتمكنت من البقاء والنمو.
وتجدر الإشارة إلى أن الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة، تبلغ حالياً حوالي 770 مليار دولار، وذلك حسب ما صرح به سابقاً وزير المالية محمد الجدعان.
كما سبق، وأن المملكة العربية السعودية استعدادها لزيادة هذه الاستثمارات من القطاعين العام والخاص بمقدار 600 مليار دولار خلال 4 سنوات، حيث تشمل تلك الزيادة الواردات من السوق الأميركية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...