في مشهد مؤلم يعكس عمق الأزمة الاجتماعية التي يعيشها عدد كبير من التجار، شهد سوق “دالاس” الشعبي بمنطقة الحي الحسني بالدار البيضاء عملية هدم مفاجئة، نفذتها السلطات المحلية، ما تسبب في صدمة كبيرة للتجار والمهنيين الذين فقدوا محلاتهم ومصدر رزقهم بين عشية وضحاها.
السوق الذي يعود تاريخه إلى أكثر من أربعة عقود، ويضم أزيد من 800 محل، شكّل لعقود فضاء اقتصاديا حيويا ومورد عيش لعدد هائل من الأسر، قبل أن تنقلب الأمور فجأة.
التجار المتضررون عبّروا عن غضبهم وحزنهم الشديد، مؤكدين أن السلطات سبق أن طمأنتهم بأن السوق سيخضع فقط لبعض الإصلاحات التنظيمية، دون أن تذكر نية هدمه بالكامل. لكنهم تفاجؤوا في لحظة فارقة بجرافات تحاصر السوق وتشرع في هدم محلاتهم، وسط ذهول ودموع عدد منهم الذين وقفوا عاجزين أمام انهيار مصدر قوتهم. أحد التجار صرّح بأسى: “قالوا لنا إصلاحات… فاستفقنا على الجرافات تهدم كل شيء. شعرنا بالخيانة، كأنهم خططوا لإقصائنا في صمت.”
عدد من الفعاليات الحقوقية والمدنية استنكرت طريقة تدبير هذه العملية، معتبرة أنها جرت في غياب الحوار والشفافية، وبدون أي خطة بديلة واضحة لهؤلاء المهنيين الذين وجدوا أنفسهم عرضة للتشريد والفقر.
ومع اختفاء السوق، باتت مئات الأسر مهددة بفقدان سبل العيش، مما ينذر بتفاقم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، ويفتح الباب أمام موجة غضب واسعة قد تشهدها المنطقة في ظل غياب أي بوادر للتعويض أو الدعم. ويؤكد المتضررون أن مطالبهم بسيطة: حلول تحفظ كرامتهم، وتعيد لهم حقهم في العيش الكريم بعد سنوات من الكفاح داخل هذا الفضاء الاقتصادي التاريخي.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...