اختتمت في مدينة إسطنبول التركية، اليوم الإثنين، الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا، بمشاركة فاعلة من تركيا، دون التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار، إلا أن الجانبين أحرزا تقدماً في عدد من الملفات الإنسانية.
وجرت المحادثات في قصر “تشيراغان” التاريخي، بحضور رفيع المستوى من الوفدين الروسي والأوكراني، إضافة إلى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ورئيس الاستخبارات التركية إبراهيم قالن.
وأكد وزير الخارجية التركي في كلمته الافتتاحية استمرار تواصل أنقرة مع الرئيسين فلاديمير بوتين وفلوديمير زيلينسكي، معرباً عن أمله في أن تثمر هذه الجولة عن نتائج ملموسة تسهم في إرساء السلام.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية أونجو كيسيلي عقب الاجتماع: “انتهى الاجتماع، ولم ينتهِ بشكل سلبي”، موضحاً أن المحادثات استمرت أكثر من ساعة.
وشهدت الجولة الثانية، وفق ما أعلنه رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي، تقدماً في ملفات إنسانية، حيث تم الاتفاق على تفيذ أكبر عملية تبادل للأسرى بين الطرفين؛ تبادل الجنود الجرحى والمصابين بجروح خطيرة على أساس صيغة “الجميع مقابل الجميع”؛ تبادل المقاتلين الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً؛ هدنة مؤقتة لمدة 2 إلى 3 أيام في بعض مناطق الجبهة لتسهيل سحب جثث القتـ ـلى؛ تسليم أوكرانيا قائمة بـ339 طفلاً تقول روسيا إنهم نُقلوا لحمايتهم من القـ ـتال، وسط تأكيد موسكو على استعدادها للمّ شمل العائلات؛ تبادل جثامين نحو 6000 جندي من كل جانب.
وأشار ميدينسكي إلى أن المحادثات جرت باللغة الروسية، وتم خلالها تسليم مذكرة تفاهم من الجانب الروسي تتناول أسس التوصل إلى سلام دائم.
من جانبه، صرّح رئيس الوفد الأوكراني رستم اميروف أن الجولة لم تسفر عن اتفاق لوقف إطلاق النار أو لقاء مباشر بين الرئيسين، لكنه أكد الاتفاق على تبادل شامل للأسرى المرضى ولمن هم دون سن الخامسة والعشرين، وتبادل جثامين القـ ـتلى بصيغة “6000 مقابل 6000”.
وأضاف اميروف، أن الوفد الأوكراني تلقى مذكرة تفاهم من موسكو ويعمل على دراستها، كما اقترحت كييف عقد جولة تفاوضية جديدة نهاية شهر يونيو الجاري، مع تجديد مطالبتها بوقف غير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يوماً على الأقل.
وكان الاجتماع قد عُقد وسط إجراءات مشددة وتكتم إعلامي على بعض تفاصيله، في ظل تصعيد ميداني على عدة جبهات، وقد سبق الجولة “هجوم نوعي” شنته كييف بطائرات مسيرة على أربع قواعد جوية روسية، في حين ردّت موسكو بسلسلة من الهجمات الواسعة داخل الأراضي الأوكرانية.
يُشار إلى أن إسطنبول كانت قد استضافت الجولة الأولى من هذه المحادثات في ماي الماضي، والتي أسفرت حينها عن اتفاق مبدئي على تبادل 1000 أسير من كل جانب.
وتسعى تركيا إلى لعب دور الوسيط المحايد بين الطرفين، في محاولة لإنهاء الحرب التي أودت بحياة الآلاف وتسببت في دمار واسع بالبنية التحتية الأوكرانية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...
body.postid-1152232