أعلنت إسرائيل فجر الجمعة عن شنّ عملية عسكرية واسعة النطاق داخل الأراضي الإيرانية، أطلقت عليها اسم “الأسد الصاعد”، استهدفت خلالها عشرات المواقع العسكرية والنووية الإيرانية، وأسفرت عن مصرع قيادات بارزة في الحرس الثوري الإيراني وكبار العلماء النوويين.
الضربة التي نفذتها عشرات المقاتلات الإسرائيلية بالتزامن مع عمليات تخريب نوعية قادها جهاز “الموساد”، طالت منشآت في العاصمة طهران ومدن تبريز، نطنز، وكرمنشاه، فيما أكدت إسرائيل أن العملية تهدف إلى “إزالة تهديد وجودي” يتمثل في البرنامج النووي الإيراني الذي تقول تل أبيب إنه بات على مشارف إنتاج سلاح نووي.
وأكدت وسائل إعلام إيرانية مقتل كل من اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، واللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، إلى جانب العالمين النوويين فريدون عباسي ومحمد مهدي طهرانجي، بالإضافة إلى أربعة علماء آخرين قُتلوا في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم التي تعرضت لقصف مكثف.
وأظهرت مشاهد بثها التلفزيون الإيراني تصاعد أعمدة الدخان من مواقع مختلفة، وسط حالة من الذهول الشعبي، تخللتها تحذيرات رسمية من “رد قاسٍ قادم لا محالة”، بحسب بيان صادر عن الحرس الثوري الإيراني.
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل نفذت “ضربة افتتاحية ناجحة للغاية”، مضيفًا أن العملية ستستمر “بقدر ما يلزم من أيام”.
ووصفها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، بأنها “حملة تاريخية لا مثيل لها”، داعياً المواطنين الإسرائيليين للاستعداد لمرحلة من “القتال الصعب والمفتوح”.
الرد الإيراني، وفق مصادر عسكرية إسرائيلية نقلت عنها إذاعة الجيش، قد يأتي خلال ساعات عبر إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة نحو عمق الأراضي الإسرائيلية، مما دفع وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى إعلان حالة الطوارئ القصوى في جميع أنحاء البلاد، وإغلاق مطار بن غوريون حتى إشعار آخر.
و نفت الولايات المتحدة مشاركتها المباشرة في العملية، وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن “إيران لا يمكنها امتلاك قنبلة نووية”، مشددًا على أن أولويته القصوى في هذه المرحلة هي “حماية القوات الأميركية في الشرق الأوسط”.
وفي المقابل، حمّلت طهران واشنطن مسؤولية ما وصفته بـ”العدوان السافر”، مؤكدة أن “الهجوم لم يكن ليحدث دون ضوء أخضر أميركي”، وهو ما دفع وزارة الخارجية الإيرانية إلى التلويح بإجراءات دبلوماسية ودفاعية ستُتخذ ضد من “يحتضن الإرهاب الدولي”، بحسب وصفها.
ويأتي هذا التطور في وقت كانت فيه الجولة السادسة من المفاوضات حول الملف النووي الإيراني مقررة في مسقط الأحد المقبل، إلا أن التوترات الراهنة ألقت بظلالها على فرص استمرار الحوار، وسط مؤشرات على انهيار المسار الدبلوماسي برمته.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...