قصة العالم مع الأوبئة لها تاريخ قديم، فبين سنتي 1352 و 1347 عرفت أوروبا اجتياحا للطاعون، وحصد الكثير من الأرواح. لكن هذا الوباء لم يكن فقط في أوروبا بل عرف انتشاراً في العالم كله. إذ أن آسيا أيضا عانت منه كثيراً، إلا أنه لم يتم توثيق ماخلفه هذا الوباء في آسيا كما وثق في أوروبا،وكل ماذكر أنه دمر وقتل الكثيرين. ورشح الباحثون أن البؤر الأولى للطاعون سنة 1331 كانت في الصين وآسيا الوسطى. أما في الشرق الأوسط وحسب ما أرخه العلماء فإن هذا الوباء قد فتك بأهل الشام للدرجة أنهم لم تستوعب قدرتهم تغسيل الأموات قبل دفنهم لكثرتهم.أما في شمال إفريقيا وفاس، فقد اجتاحت الكوليرا المدن بين سنتي 1854 و1857 ميلادية، وحسب الباحثين فإن هذا الوباء وصل للمدن المغربية عن طريق الحجاج المسلمين لدى عودتهم من الحج. وكانت أعراض الوباء لديهم تمثل في الإسهال الحاد ووجع في البطن وتشنجات يصبح لون المصاب بعدها قاتما. ولم يكن هذا هو الوباء الوحيد الذي أصاب المغرب، ففي نفس الفترة اجتاحت الحمى الصفراء العديد من المدن وحسب المؤرخين فهي الأيضا قد انتقلت عن طريق الحجاج أيضا. وفي بداية القرن الماضي اجتاح الطاعون مدينة مراكش وضواحيها وأثر سلبا على اقتصادها، وقد سمي بالموت الأسود.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...