خلفت حادثة وفاة أم ورضيعتها بسبب غياب الطبيب المختص في الإنعاش والتخدير بالسمارة، تنديدات واسعة وموجة غضب كبيرة في صفوف المواطنين، ما يطرح تساؤلات عديدة حول واقع الصحة بالمناطق الجنوبية للمملكة.
وتعود تفاصيل هذه الكارثة الإنسانية، حسب ما رواه احد أقارب الفقيدة لموقعنا، إلى حين إصابة أم حامل “منينة” بنزيف مفاجئ وهي في شهرها السابع، حيث نقلت على اثره للمستشفى الإقليمي بمدينة السمارة، ليتم إجراء عملية قيصرية مستعجلة لها، لكن الطاقم الطبي لم يفلح في إيقاف النزيف الحاد نظرا لكون المؤسسة الاستشفائية لا تتوفر على مصلحة الإنعاش وطبيب التخدير، مادفع بهم إلى نقل الأم على وجه السرعة لمدينة العيون من اجل اسعافها، لكن الاقدار وحالتها الحرجة حالت دون ذلك لتلفظ الأم أنفاسها الأخيرة بمدينة العيون.
واوضح المصدر، أن الرضيعة ذات السبعة أشهر والتي تم الاحتفاظ بها وهي في حالة حرجة بمصلحة الخدج بمستشفى السمارة إلى حين الحصول على الموافقة من اجل نقلها الى المستشفى الجامعي بمراكش، لم تقاوم بدورها لتسلم روحها البريئة الطاهرة وتلحق بأمها الفقيدة التي تم دفنها بمدينة العيون، فيما تم دفن الرضيعة بمدينة السمارة.
وبهذا يضيف المصدر، ان “امنينة” ذهبت تاركة 5اطفال لا يتجاوز عمر أكبرهم 10 سنوات فيما يبلغ عمر أصغرهم 4 سنوات فقط، مشيرا أن الفقيدة ليست الحالة الأولى التي تموت في ظروف مماثلة، بل سبقتها العشرات من نساء السمارة والعديد من مدن الجنوب، اللواتي كن على وشك الولادة بسبب افتقار هذه المناطق لأبسط الخدمات الصحية خاصة مصالح الإنعاش والتخدير، التي طالما كانت موضوع مئات الشكايات التي تقدم بها ساكنة هذه المناطق.
ومن جهة ثانية، فإن ساكنة السمارة والمناطق المجاورة تحمل مسؤولية وفاة “امنينة” وغيرها من النساء والمواطنين، للمسؤولين الترابيين و برلمانيي الإقليم ورئيسي المجلسين الجماعيين، مطالبين بضرورة عقدهم اجتماعا عاجلا لايجاد حلول جذرية لهذا العبث، و إعادة طبيبي التخدير والانعاش الذين تم نقلهم إلى مستشفى بلمهدي بالعيون، تاركين مدينة السمارة تحصي ضحاياها.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...